واشنطن تضع شروطها للتطبيع مع دمشق: الإفراج عن المعتقلين الأمريكيين

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن شروط مسبقة لأي تطبيع محتمل مع الحكومة السورية، حيث أكد كبير مسؤولي مكتب شؤون الشرق الأدنى، تيم ليندركينغ، أن واشنطن قد تتجه نحو تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا إذا أظهرت الحكومة السورية تقدمًا في ملفات معينة.
وفي حديثه خلال ندوة نظمها المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية، أشار ليندركينغ إلى ضرورة الإفراج عن المعتقلين الأمريكيين كأحد الشروط الأساسية. وأضاف أن معالجة قضية المقاتلين الأجانب والأسلحة الكيميائية تعد أيضاً من القضايا الهامة التي يجب على دمشق التعامل معها بجدية.
وأوضح ليندركينغ أن العقوبات المفروضة على سوريا لا تزال مستمرة، ولكن هناك مجال للتحرك و”بناء الثقة” في حال أظهرت السلطة الانتقالية في دمشق تغييرات إيجابية. واعتبر أن هذه الخطوات تعتبر هامة لدعم الاستقرار في المنطقة وتحقيق مصالح جميع الأطراف المعنية.
“نبحث عن فرصة لبناء الثقة مع دمشق”
قال ليندركينغ: “نحن نبحث عن فرصة لبناء الثقة، وإذا أظهرت الحكومة السورية استعدادها للتعامل مع هذه القضايا بجدية، فقد يكون هناك توجّه نحو تخفيف العقوبات”.
ولفت إلى أن “هذه ليست أمورًا يمكن إصلاحها بين عشية وضحاها”، وأن واشنطن مستعدة للتفاعل مع المسؤولين السوريين وفهمهم.
وأوضح أن توفير معلومات موثوقة عن المواطنين الأمريكيين المحتجزين أو المفقودين في السجون السورية، بما في ذلك الصحفي أوستن تايس، يعد من المتطلبات الأساسية لواشنطن.
ورحّب ليندركينغ باستقبال الرئيس السوري أحمد الشرع، عائلة تايس في 19 يناير/كانون الثاني، مؤكدًا ضرورة الكشف عن مصير الأمريكيين المفقودين.
وشدد على أن واشنطن “مصممة وحازمة” في منع إيران و”حزب الله” من إعادة توطيد وجودهما في الأراضي السورية، وأنها تطلب ضمانات بهذا الشأن.
ودعا الحكومة السورية إلى مواصلة جهودها في مكافحة الإرهاب بما في ذلك تنظيم “داعش”، معربًا عن ارتياح واشنطن لتوقيع اتفاقية تؤكد وحدة الأراضي السورية في مارس/آذار بين الشرع وفرهاد عبدي شاهين، أحد قادة تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” الإرهابي.
وقال إن واشنطن تدرك بأن تنفيذ هذه الاتفاقيات سيكون محفوفًا بالتحديات، داعيا الأطراف إلى التوصل لحل يضمن عدم ظهور “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية مرة أخرى في سوريا.
وأكد ضرورة التخلص من جميع الأسلحة الكيميائية واعتماد مبادئ عدم الاعتداء على الدول المجاورة، مطالبًا بمحاسبة مرتكبي “الأعمال الوحشية” التي وقعت خلال الاشتباكات بسوريا وكذلك في محافظة اللاذقية في مارس الماضي.
وطالب ليندركينغ بعزل “المقاتلين الأجانب” من المناصب الحكومية، مشيرًا إلى أن واشنطن مستعدة لإعادة التفاعل مع دمشق في حال تحقق تقدم في هذه المجالات.
وقال: “إذا اتخذت السلطة الانتقالية (حكومة دمشق) خطوات قابلة للإثبات تتماشى مع ما ذكرته، فإننا سننظر في تخفيف العقوبات. ونريد تحظى سوريا بفرصة ثانية”.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم نظام البعث و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
وتتطلع السلطات السورية إلى دعم دولي وإقليمي لمساعدتها في معالجة تداعيات 24 سنة من حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد (2000-2024).