مصرملفات وتقارير

مصر تتطلع لحصاد 10 ملايين طن من القمح في عام 2024، مما يعزز بهجة الفلاح بسنابل “الذهب الأصفر”


تقديرات رسمية بأن المساحة المزروعة بالقمح خلال الموسم الحالي تصل إلى 3.1 مليون فدان

توقعات بأن تتمكن مصر من حصاد 10 ملايين طن قمح، ارتفاعًا من 9 ملايين في العام 2023 مع نشر الشمس أشعتها بمحافظة الفيوم وسط مصر، تتلألأ في حقول القمح سنابل صفراء تتراقص مع الهواء يمنة ويسرة، وسط فرحة ترتسم على محيا الفلاحين الذين يجمعون المحصول الاستراتيجي للبلاد بعد مجهود قارب 6 أشهر.

شاركت المزارعين تلك اللحظات المبهجة، بين حقول كبيرة تمتلأ بـ”الذهب الأصفر” الذي يتراقص كلما غازلته نسمات الهواء العليل.

وكانت مراحل الحصاد بدءا من الماكينات الآلية التي تنزع عن سنابل القمح ثوبها القديم وتبدلها بحلة جديدة، وصولا للصوامع الحكومية التي تحتفظ بحبات القمح ضمن مخزون البلاد الاستراتيجي.

رجب بكري (42 عاما) أحد مزارعي القمح، تحدث ببهجة للأناضول أمام حقله وخلفه ماكينة الحصاد، معربا عن سعادته ببدء موسم الحصاد.

وأشار إلى أن أرضه التي تتزين بهذا المحصول، تنتج نحو 15 أردبا من القمح (2,25 طنا) لكل فدان (الفدان يساوي 4200 متر مربعا).

وتدخل محاصيل “الذهب الأصفر” كما اعتاد أن يطلق عليه فلاحو مصر دورة حصاد تستمر أكثر من شهر بدءا من منتصف أبريل/ نيسان، وسط تقديرات رسمية تشير إلى أن المساحة المزروعة بالقمح الموسم الحالي تصل إلى 3.1 ملايين فدان.

أساليب الحصاد تطورت بشكل كبير، كما تظهر مشاهد جني محصول القمح بتلك الأرض الزراعية بالفيوم، مع ماكينة الحصد الآلي التي تلاحق السنابل على مساحة شائعة وتجمع أعوادها في حزم.

بخلاف الجني اليدوي الذي كان يعتمد على المنجل أو “المحش”، وكثير ما كانت الأيادي التي تستخدمها تكافح وتبدو على ملامح أصحابها مشقة ومعاناة وسط أشعة الشمس.

وعندما يلوح الغبار في الهواء على مسافة قريبة من الأرض التي تحصد، فهذا مؤشر على مهمة جديدة ومرحلة جديدة في الحصاد تعرف باسم “الدرْس” تقوم فيه ماكينة أخرى بفصل حبات القمح عن الأعواد التي تطحن وتستخدم لاحقا طعاما للحيوانات.

ومع بدء عمل الماكينة تجرى حبات القمح وكأنها شلالات تتدفق إلى الأرض على نحو لافت يجذب الأنظار إليه، ويقطعها أصوات أيدي عاملة قليلة تبدأ في جمع تلك الحبوب في “أجولة” كبيرة.

وبحسب المزارع رجب بكري، تنقل هذه الأجولة بواسطة سيارات نقل إلى صوامع حكومية بمحافظة الفيوم معدة سلفا، لتسليمها وأخذ سعر التوريد الحكومي المعلن مسبقا.

وتشهد تلك الصوامع الضخمة حركة ونشاطا كبيرين، إذ تهرع سيارات المزارعين التي تحمل الذهب الأصفر إليها لتسليم محصولها ويبدأ المعنيون بتلك الصوامع في اختبار القمح لتسليمه.

بعد ذلك تبدأ عملية التفريغ، حيث تبدأ الأيدي العاملة تتحرك نحو السيارة وبآلة حادة تقطع الأجولة واحدا تلو الآخر بينما تتدفق شلالات سنابل القمح نحو الأرض مجددا.

الحكومة المصرية ترفع أسعار شراء القمح لتشجيع الفلاحين على التوريد

من جانبه، قال وزير التموين المصري شريف فاروق، الثلاثاء، في بيان إن “الحكومة المصرية تشتري القمح من الفلاحين بقيمة تتجاوز السعر العالمي، بما يضمن عائدًا مجزيًا للفلاح ويشجعه على التوريد”.

وأشار فاروق إلى أن السعر الحكومي المحدد هذا العام هو 2200 جنيه للإردب (نحو 44 دولارا).

وأوضح أن الوزارة جهزت أكثر من 420 نقطة تجميع واستلام للقمح لتقليل عبء النقل عن المزارعين وتسهيل عمليات التسليم، مؤكدا أنه سيتم صرف المستحقات المالية للموردين خلال 48 ساعة فقط من تاريخ التوريد، وذلك في إطار حرص الدولة على دعم الفلاح.

وسبق أن توقع وزير الزراعة المصري علاء فاروق، في تصريحات سابقة أن تتمكن البلاد من حصاد 10 ملايين طن من القمح هذا العام، ارتفاعًا من 9 ملايين في العام 2023.

ورغم ذلك الإنتاج المتنامي لمحصول القمح إلا أن احتياجات البلاد لاسيما في إنتاج الخبز والمخبوزات تدفع الحكومة للاستيراد لتأمين احتياجها من الذهب الأصفر.

وتكشف بيانات حكومية حديثة أن مصر تستهدف استيراد نحو 13 مليون طن من القمح خلال العام المالي 2025-2026، بنمو يقترب من 5 بالمئة مقارنة بالواردات المتوقعة للعام المالي الجاري 2024-2025، منها 5 ملايين طن ورادات حكومية و8 ملايين طن أخرى سيتولى القطاع الخاص استيرادها.

ووفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية الصادرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، جاءت مصر بالمرتبة الثالثة بين أكبر الدول التي تستورد القمح في العالم خلال عام 2023 ــ 2024، بنحو 12 مليونًا و346 ألف طنًا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى