خبير عسكري إسرائيلي: حماس تقود “حرب عصابات” ضد الجيش.. والمستوى السياسي يغرق تل أبيب في مستنقع غزة

قال المحلل العسكري الإسرائيلي آفي أشكنازي، الجمعة، إن حركة حماس تخوض “حرب عصابات محكمة” في قطاع غزة، بينما تدفع قرارات القيادة السياسية، الجيش الإسرائيلي إلى “الغرق في مستنقع” بلا أفق واضح.
وأوضح أشكنازي في مقال بصحيفة “معاريف” العبرية أن “مقاتلي حماس لا يدافعون فقط، بل يهاجمون بخلايا مدربة، تراقب تحركات الجيش الإسرائيلي وتضرب في نقاط الضعف، باستخدام تكتيكات محكمة تبدأ بصواريخ مضادة للدروع، يليها قصف بالقناصة أو تفجيرات مفاجئة من فتحات أنفاق متعددة”.
وأضاف: “الجيش لا يعاني على المستوى التكتيكي، بل إن المشكلة في قرارات المستوى السياسي، الذي يعيش حالة صراع بقاء ويدفع الجيش لمعارك بلا أهداف محددة أو خطة خروج”.
ودعا أشكنازي الحكومة إلى إبرام اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “حتى لو كلف ذلك إطلاق أسرى فلسطينيين أو الانسحاب من غزة مؤقتاً”، معتبراً أن حماس “ستنتهك الاتفاق لاحقاً، مما سيمنح إسرائيل ذريعة للعودة واستكمال أهداف الحرب”.
وانتقد الخبير العسكري الهجوم العنيف الذي شنه وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش ضد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير خلال اجتماع “الكابينت”، قائلاً: “هذه اللغة توضح مدى المأزق الذي يعيشه المستوى السياسي، وعدم قدرتهم على اتخاذ قرارات حاسمة”.
وأكد أشكنازي أن “غياب الحسم السياسي يحول الجيش الكبير إلى فريسة في مواجهة منظمة تتقن حرب الأنفاق والكمائن”، محذراً من أن “استمرار هذا النمط سيطيل أمد الحرب دون تحقيق أهدافها”.
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن منذ انطلاق حربه على غزة في 7 أكتوبر 2023، من القضاء على حماس أو استعادة الأسرى، فيما تتعرض حكومة نتنياهو لانتقادات داخلية متزايدة، وسط تآكل واضح في صورة الجيش وقدرته على الحسم.
وبينما تقدر تل أبيب وجود 59 أسيراً إسرائيلياً لدى حماس، منهم 24 أحياء، يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، وسط تقارير حقوقية تؤكد تعرضهم لتعذيب وإهمال طبي ممنهج.
وقد خلّفت الإبادة الإسرائيلية، بدعم أمريكي، أكثر من 168 ألف قتيل وجريح في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.