الهند تعلّق معاهدة مياه السند وتغلق الحدود مع باكستان فورا

كشفت الهند عن حزمة إجراءات دبلوماسية شديدة ضد باكستان عقب هجوم دموي أسفر عن مقتل 26 مدنيًا في كشمير ذات الأغلبية المسلمة حيث تنشط جماعات انفصالية منذ عام 1989 تسعى للاستقلال أو الاندماج مع باكستان

أعلنت الحكومة الهندية إيقاف العمل فوريًا بمعاهدة مياه نهر السند التي وُقّعت عام 1960 والتي تمنح كلاً من الهند وباكستان حقوقًا في ثلاثة أنهار من جبال الهيمالايا إلى جانب استخدام المياه في الري وتوليد الطاقة الكهرومائية

قررت السلطات الهندية إغلاق معبر أتاري واغا الحدودي البري الرئيسي بين الجارتين فورًا مع السماح فقط لحاملي الوثائق الصالحة بالعودة حتى الأول من مايو المقبل وهو المعبر الذي يمثل رمزًا لتبادل الرسائل الوطنية والاستعراضات العسكرية بين البلدين منذ عام 1959

أمرت الهند بسحب عدد كبير من دبلوماسييها من إسلام آباد ومنحت أوامر فورية للمسؤولين الباكستانيين في نيودلهي بالمغادرة خلال أسبوع بما فيهم الملحقين العسكريين والمستشارين الدفاعيين والبحريين والجويين في خطوة تصعيدية جديدة تضاف إلى قائمة الإجراءات الصارمة

أوضح فيكرام ميسري وكيل وزارة الخارجية الهندية أن هذه القرارات جاءت بعد اتهام مباشر لباكستان بدعم الإرهاب العابر للحدود واعتبار الهجوم الأخير في كشمير تأكيدًا على فشل الجانب الباكستاني في التخلي عن هذا الدعم بشكل موثوق ولا رجعة فيه

أعلن إسحق دار نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في باكستان أن لجنة الأمن القومي الباكستانية التي تضم كبار القادة المدنيين والعسكريين ستعقد اجتماعًا عاجلًا لبحث الرد المناسب على هذه الإجراءات التصعيدية من الجانب الهندي

لفت مراقبون إلى أن نهر السند الذي يعد أحد أطول الأنهار في قارة آسيا يمر عبر مناطق شديدة الحساسية جغرافيًا ويشكل عاملًا محوريًا في العلاقات المتوترة بين الهند وباكستان منذ عقود في ظل تخوفات متزايدة من تقييد الهند لإمدادات المياه وتأثير ذلك على الزراعة الباكستانية

أشار تقرير إلى أن لجنة نهر السند المشتركة أُنشئت أصلًا لحل الخلافات المتعلقة بالمياه لكنها باتت اليوم على المحك في ظل التصعيد السياسي الحاد بين الجانبين