بلدية غزة: الاحتلال دمّر أكثر من 85% من الآليات الثقيلة والمتوسطة

في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الاعتداءات على قطاع غزة، أكدت بلدية غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت أكثر من 85% من الآليات الثقيلة والمتوسطة في المدينة، مما ألقى بظلاله على الخدمات الأساسية التي تقدم للسكان.
يأتي هذا التصريح في الوقت الذي يعاني فيه سكان القطاع من ويلات الحرب، حيث تواصل الطائرات الحربية استهداف المنازل والقيادات المدنية، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من البنية التحتية. يُشهد لهذا الأمر تزايد عدد الضحايا داخل المستشفيات، حيث ظهرت أضرار جسيمة على الأفراد والممتلكات.
وفي حدث شديد القسوة، استقبل الطبيب أحمد النجار في مستشفى ناصر حالات إصابات خطيرة بعد قصف منزل في خان يونس، ليصدم بخبر تفجير منزله الخاص. يتحدث النجار عن مشهد لا يمكن توصفه بالكلمات، حيث أُجبر على مواجهة الواقع الأليم وسط الدمار والمعاناة.
يقول النجار: “في كل يوم أستقبل فيه جرحى ومصابين، لكن هذا اليوم كان مختلفاً. عندما علمت أن منزلي استُهدف، شعرت بأن كل شيء يتداعى من حولي. لم يكن الأمر مجرد منزلي، بل ذكرياتي وأحلامي.”
ورصدت عدسة الأناضول لحظة وصول سيارات الإسعاف إلى المستشفى، حيث فتح الطبيب أحد أبوابها ليجد جثامين الضحايا بداخلها.
الطبيب الملهوف لمح جسدين ممددين على نقالة مغطاة بالدماء، فاقترب بخطوات مرتجفة، ورفع الغطاء عن وجه أحد الضحايا، ليفاجأ بأن الجثمان لوالده.
ثم أزاح الغطاء عن الجثمان الآخر، ليكتشف أنه لوالدته، وقد فارقا الحياة نتيجة قصف استهدف منزلهما.
تجمد الطبيب في مكانه للحظات، قبل أن ينهار باكيا غير مصدق ما رأته عيناه، فيما سارع زملاؤه في الطاقم الطبي لمواساته واحتضانه.
ولم تقتصر الفاجعة على والديه فقط، بل كانت من بين الضحايا أيضا جثة طفلة صغيرة قتلت في القصف ذاته، وقد بدا رأسها ممزقا.
تلك الواقعة ليست جديدة بقطاع غزة، إذ واجه العديد من المسعفين ورجال الدفاع المدني لحظات عصيبة مماثلة خلال الإبادة الإسرائيلية المتواصلة.
والخميس، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في القطاع إلى 51 ألفا و355 قتيلا، و117 ألفا و248 مصابا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة في “التقرير الإحصائي اليومي لعدد القتلى والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”: “وصل مستشفيات قطاع غزة 50 شهيدا (منهم 2 انتشال)، و152إصابة خلال 24 ساعة الماضية”.
ولفتت إلى أنه بذلك “بلغت حصيلة الشهداء والمصابين منذ 18 مارس/ آذار الماضي، ألفا و978 شهيدا، و5 آلاف و207 مصابين”.
كما أعلنت “ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 51 ألفا و355 شهيدا و117 ألفا و248 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023”.
وأشارت الوزارة إلى أنه “ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
ومطلع مارس انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت “حماس” ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين.