أخبار العالمملفات وتقارير

زلزال يضرب بحر مرمرة بقوة 6.2 درجة ويهز إسطنبول والمناطق المجاورة

أثار زلزال عنيف حالة من الذعر في مدينة إسطنبول التركية والمناطق المجاورة بعد أن ضرب بحر مرمرة صباح اليوم الأربعاء بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر وفقًا لتقديرات متعددة لمراكز الرصد الجيولوجي

ضرب الزلزال في تمام الساعة 11:49 صباحًا بالتوقيت المحلي وشعر به السكان في تركيا واليونان وبلغاريا ورومانيا وكان مركز الزلزال على بعد 73 كيلومترًا من مدينة إسطنبول وتحديدًا قبالة سواحل منطقة سيليفري الواقعة شمال غرب المدينة في بحر مرمرة

أكدت إدارة الكوارث والطوارئ التركية آفاد أن الزلزال تم تسجيله على عمق بلغ 6.92 كيلومتر في حين ذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن عمقه بلغ 10 كيلومترات فيما حدد مركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألماني قوته عند 6.02 درجة على مقياس ريختر ما يشير إلى تقارب كبير بين تقديرات مختلف الجهات الدولية المختصة

أوضح المركز الأوروبي لرصد الزلازل أن الزلزال تبعته هزات ارتدادية عنيفة تراوحت قوتها بين 4.4 درجة و5.3 درجة وضربت سواحل بويوك تشكمجة والمناطق القريبة منها شمال إسطنبول بينما توقعت الجهات المختصة وقوع هزات إضافية خلال الساعات المقبلة

أعلن مسؤولو الطوارئ في تركيا بدء عمليات المسح الميداني على الفور للتحقق من الأضرار المحتملة في المباني والبنية التحتية خصوصًا في المناطق التي تكثر فيها الأبنية القديمة والمتصدعة في غرب إسطنبول

قال كمال جيبي رئيس بلدية كوتشوك شكمجة الواقعة غرب إسطنبول إن عددًا من الأبنية في منطقته معرضة للخطر منذ السابق بسبب الكثافة السكانية وقدم البنية العمرانية ونوه إلى أن الزلزال تسبب بحالة من الارتباك والازدحام المروري الشديد في محاور المدينة الرئيسية

أضافت تقارير إعلامية محلية أن السكان في مدينة إسطنبول هرعوا إلى الشوارع خوفًا من انهيار المباني نتيجة الزلزال العنيف الذي استمر ما بين 10 و15 ثانية متواصلًا فيما لم تُسجل حتى لحظة كتابة هذا التقرير أي إصابات أو خسائر بشرية

شددت آفاد على ضرورة تجنب الدخول إلى المباني التي تعرضت لأضرار ظاهرية أو تلك التي تم إخلاؤها كإجراء احترازي في أعقاب الزلزال كما أهابت بالمواطنين الابتعاد عن المناطق المعرضة للانهيار أو تساقط الحطام

لفت تقرير صادر عن مراكز الرصد الزلزالي أن الزلزال جاء ضمن النشاط الزلزالي المتكرر الذي يضرب تركيا نتيجة وقوعها على خطين صدعيين رئيسيين يتقاطعان أسفل أراضيها حيث تعتبر هذه الخطوط من الأكثر نشاطًا زلزاليًا في العالم

أوضح باحثون في مجال الجيولوجيا أن هذا النوع من الزلازل قد يشكل مقدمات لهزات أكبر أو متتالية خلال الأيام المقبلة ما يفرض حالة من التأهب المستمر لدى السلطات المحلية والمؤسسات المدنية ذات العلاقة بإدارة الأزمات

أشار مسؤولون في الهيئة العامة للأرصاد الجيولوجية إلى أن مركز الزلزال تحديدًا كان جنوب غرب إسطنبول على مسافة حوالي 40 كيلومترًا داخل بحر مرمرة وهو ما جعله محسوسًا في عدة دول مجاورة مثل اليونان وبلغاريا ورومانيا إضافة إلى عدد من الولايات التركية القريبة من إسطنبول مثل تكيرداغ وبورصة وكوجالي

زعم بعض السكان المحليين أن الهزة كانت من القوة بحيث تسببت في سقوط بعض الأثاث داخل المنازل وهزت النوافذ بشكل عنيف ما أدى إلى خروج الأهالي إلى الشوارع والميادين العامة في مشهد أعاد للأذهان زلزال فبراير 2023 المدمر

استذكر المواطنون الزلزال الذي وقع يوم 6 فبراير 2023 والذي اعتُبر أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ تركيا الحديث عندما أودى بحياة 53537 شخصًا في جنوب شرق تركيا وتسبب بمصرع 6000 شخص آخر في سوريا المجاورة ليبلغ مجموع الضحايا نحو 60000 شخص خلال أقل من دقيقة واحدة حيث استمر الزلزال العنيف حينها لمدة 65 ثانية فقط

استرسل المتحدثون عن خطورة الزلازل التي تضرب تركيا بشكل متكرر بقولهم إن طبيعة الأرض والبنية الجيولوجية للبلاد تجعلها عرضة باستمرار لهذه الكوارث الطبيعية ولفتوا إلى أهمية الصيانة الدورية للمباني السكنية والمنشآت الحيوية خاصة في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة وغازي عنتاب

أردف مراقبون أن مدينة إسطنبول ذات الكثافة السكانية العالية والتي يتجاوز عدد سكانها 15 مليون نسمة تواجه تحديات كبيرة عند وقوع الكوارث الطبيعية بسبب الازدحام العمراني وتكدس المباني القديمة في مناطقها التاريخية

نوهت تقارير ميدانية إلى أن الزلزال الأخير لم يخلف أضرارًا جسيمة بحسب المعلومات الأولية إلا أن هناك تخوفات من تأثر بعض الأبنية الضعيفة خاصة تلك غير المطابقة لمعايير السلامة الزلزالية وهو ما دفع فرق الإنقاذ والطوارئ إلى التحرك بسرعة للتأكد من سلامة المنشآت

استدركت السلطات التركية في تقييماتها أن خطر الهزات الارتدادية لا يزال قائمًا مما يستوجب استمرار حالة الحذر واليقظة حتى مرور ما لا يقل عن 48 ساعة بعد الزلزال الأولي

أعلنت الجهات المختصة أن الزلزال الأخير لا يُعد استثنائيًا بالنظر إلى طبيعة الحزام الزلزالي النشط الذي تقع عليه تركيا خاصة في منطقة شمال الأناضول وشرق المتوسط حيث يتم رصد نشاط متكرر قد يصل إلى أكثر من 300 هزة أرضية شهرية بدرجات متفاوتة القوة

أفاد السكان في بعض أحياء إسطنبول مثل أفجلار وبيليك دوزو وبهتشلي إيفلر بأنهم شعروا بالهزة بوضوح كبير وأكدوا أن مدة الهزة تجاوزت 12 ثانية ما دفع بعضهم إلى مغادرة المباني خوفًا من الانهيار

أوضح الخبراء أن قوة الزلزال البالغة 6.2 درجة تعتبر ضمن الزلازل متوسطة الشدة لكنها قادرة على إحداث أضرار في المباني غير المدعمة أو الواقعة فوق خطوط صدع مباشرة خصوصًا إذا كان الزلزال على عمق ضحل كما هو الحال في زلزال بحر مرمرة الأخير

أكدت إدارة الكوارث والطوارئ التركية استمرار أعمال المسح والتقييم الميداني لتحديد المناطق التي قد تكون تضررت بشكل غير ظاهر وطلبت من السكان إبلاغ الجهات المختصة فورًا عن أي تصدعات أو انهيارات في منشآتهم السكنية

بهذا الزلزال تظل تركيا في دائرة الخطر الزلزالي المتجدد ما يستدعي من الجهات المعنية تعزيز خطط الاستجابة السريعة وتوعية المواطنين حول طرق التصرف السليم في مثل هذه الكوارث

هل يشهد بحر مرمرة زلزالا أكبر قريباً؟ تحذيرات وقلق في إسطنبول

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى