مقالات وآراء

د.محمد عماد صابر يكتب: الزلازل بين التذكير والعقاب.. رسالة من الله ومحنة غزة المستمرة.

في كونٍ يحكمه الله وحده، لا تتحرك ذرة ولا يهتز كيان إلا بعلمه وتقديره. قال تعالى: {لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير} [المائدة: 120]. فالزلازل ليست أحداثًا عشوائية، بل رسائل إلهية لها مغزى، تأتي لتذكير الغافلين، وتنبيه النائمين، وتقوية إيمان المؤمنين، وابتلاء من شاء الله له الرفعة أو التطهير.

“منحة في ثوب محنة” رغم ما فيها من خوف وهلع، فإن الزلازل قد تكون منحة إلهية، يطهّر الله بها القلوب، ويرفع بها درجات المؤمنين. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير… إن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له” [رواه مسلم].
إنها فرصة للمراجعة، للعودة، وللإعداد للقاء الله. قال تعالى:
{يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} [الحج: 1]،
فالزلزلة تذكّر بزلازل الآخرة، وتهز النفوس قبل أن تهز الأرض.

“الزلزال.. بين التذكير والعقوبة”
جاءت الزلازل في التاريخ كآيات كونية، تارة للتخويف، وتارة للعقاب، وتارة للتطهير. قال الله تعالى: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا} [الإسراء: 59]. وقال سبحانه: {فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين} [الأعراف: 91]، فيما يوضح أن الزلزلة قد تكون نتيجة للطغيان والاستكبار.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
“إن هذه الزلازل والآيات التي يبعث الله، لا تكون إلا تخويفًا واعتبارًا لعباده” [رواه أحمد وصححه الألباني].
كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة والرجوع إلى الله عند حصولها، فقال: “إذا رأيتم الزلازل والكسوفات فافزعوا إلى الصلاة والدعاء”. فالزلزال ليس مجرد حادثة جغرافية، بل آية من آيات الله في الكون، توقظ الإنسان من غفلته وتدفعه لإعادة النظر في علاقته بربه وحقيقة الدنيا.

“زلزلة غزة.. موت لا ينقطع”
وفيما نعيش نحن زلزلة لبضع ثوانٍ، هناك من يعيشها منذ أكثر من عام ونصف: أهلنا في غزة.
إنهم تحت زلزال لا تهدأ ارتداداته:

  • زلزال القصف المستمر،
  • زلزال فقد الأحباب،
  • زلزال الحصار والجوع،
  • وزلزال الخذلان الدولي والعربي.

غزة تعيش زلزلة يومية، لكنها ليست من باطن الأرض، بل من قلوب قاسية وأيادٍ ظالمة وأمم صامتة.

“الرسالة لنا جميعًا”
حين نرى الزلزال يهز الأرض، فليَهتز معه قلبنا خشية لله، ورحمة بإخواننا في غزة، ودعوة جادة للعمل، لا الاكتفاء بالمشاهدة والدعاء. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه” [رواه البخاري].
“من فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة” [رواه مسلم].
علينا أن نُعيد تقييم أولوياتنا، وأن نكون جزءًا من الحل لا من الصمت، ومن العمل لا من التراخي، ومن النصرة لا من الخذلان.

“ماذا حدث اليوم 23/04/2025”


زلزال درجته 6،2 بمقياس ريختر ضرب قلب العاصمة اسطنبول ومدينة بورصا بتركيا ولا نقول إلا
الحمدلله قدر ربنا ولطف، فاللهم لك الحمد والثناء. اللهم آمن روعاتنا واستر عوراتنا وارحم ضعفنا ولا تهلكنا بذنوبنا. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.

الخاتمة

الزلازل رسالة، وفي كل رسالة معنى، هي دعوة لأن نرتقي بإيماننا، ونتذكر قرب لقاء الله، ونتحرك لإنقاذ إخواننا، ونشكر الله على نعمه، فلنكن ممن يعتبر ويتفكر ويتغير، لا ممن يسمع فينسى، أو يرى فيتجاهل.
اللهم اجعل الزلازل يقظة لقلوبنا، ورحمة لأرواحنا، وتوبة قبل فوات الأوان، وارفع الزلزال الحقيقي عن أهل غزة، واكتب لنا شرف نصرتهم في الدنيا وشفاعتهم في الآخرة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى