70 مجندة إسرائيلية سابقة تتظاهر للمطالبة بإطلاق سراح الأسير “ماتان إنغرست”

نظمت عشرات المجندات الإسرائيليات السابقات وقفة احتجاجية أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، مساء الاثنين، يحملن صوراً للجنود ويرتدين ملابس مشابهة لتلك التي كان يرتديها الجندي “ماتان إنغرست”، الذي تم أسره من قبل حماس في 7 أكتوبر 2023.
جاءت هذه الوقفة في إطار جهود واسعة من جانب المجتمع الإسرائيلي لضمان الإفراج عن العسكري الأسير، حيث عبرت المشاركات عن قلقهن العميق وأملهن في رؤية زملائهن السابقين يعودون إلى ديارهم.
أكدت إحدى المجندات المشاركات: “نرفض أن يبقى زملاؤنا في الأسر، ونوفّر كل الدعم الممكن لإطلاق سراحهم. كل حياة تهمنا وكل جندي يمثل جزءاً من عائلتنا.”
وتجمع 70 مجندة إسرائيلية سابقة فيما تسمى بـ “ساحة المختطفين” في تل أبيب، رفقة أفراد من عائلة إنغرست وانطلقوا من هناك إلى شارع “شعار بيغن”، في منطقة “كرياه” حيث مقر وزارة الدفاع، وفق صحيفة “معاريف” العبرية.
وارتدت المجندات بنطال أسود وقميص أخضر زيتوني، كتلك التي كان يرتديها “ماتان” لحظة أسره من داخل دبابة في موقع “ناحال عوز” العسكري بمحاذاة قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة تهدف المظاهرة التي أطلق عليها “كل العيون على نحال عوز”، إلى تسليط الضوء على حالة الجندي “إنغرست” الذي أصيب خلال القتال.
ووضع المتظاهرون ألوان تبدو كالدماء على وجوههم وربطوا أيديهم بضمادات لمحاكاة إصابات “ماتان”.
ونقلت الصحيفة عن “عميت” المجندة السابقة وأحد منظمي المظاهرة قولها: “اليوم، ماتان هو الجندي الوحيد من موقع ناحال عوز الذي قاتل بشجاعة ونجا، وهو في الأسر، إلى جانب صديقيه إيتي حين ودانيئيل بيرتس، اللذين قُتلا ولا تزال جثتيهما محتجزة في غزة”.
وأضافت: “هذا نوع من إغلاق الدائرة من أجل استعادة آخر جندي لا يزال هناك على قيد الحياة”.
وتابعت: “نحن هنا نحاول أن نصرخ صرخته، ارتدينا ملابس مشابهة لما كان يلبسها ماتان، وحاولنا أيضًا تجسيد يده التي على ما يبدو لم تعد تعمل، والإصابات التي تعرض لها في وجهه وعينيه. ربما يستيقظ أحدهم ويفعل شيئًا حيال ذلك”.
من جانبه، قال حاجاي إنغرست والد الجندي “ماتان”: “لدينا دعم هائل من الجمهور كله”.
وأضاف: رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) ووزير الشؤون الاستراتيجية (رون) درمر (أيضا هو قائد فريق التفاوض الإسرائيلي) لم يكونا يعلمان أن متان مصاب، فقمنا بتجسيد ذلك للجميع”.
ومضى بقوله: “قبل أن نرسل جنودًا آخرين إلى المعركة، نحن ملزمون بإعادة أولئك الذين سقطوا في الأسر. لأنه خلاف ذلك، كيف سينظر رئيس الوزراء في عيون الأمهات؟”.
والأحد، اتهم الوالد حاجاي نتنياهو بالتخلي عن الأسرى وتفضيل بقائه السياسي من خلال إطالة أمد الحرب، في حديث أدلى به لصحيفة “معاريف” العبرية.
وأتى تصريح الوالد غداة تصريحات لنتنياهو، أكد فيها أنه لن ينهي حرب الإبادة المتواصلة بغزة للشهر الـ19 قبل القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وتتهم عائلات الأسرى نتنياهو بتعريض حياة ذويهم للخطر، بإصراره على استمرار الحرب على غزة وتهربه من إنجاز صفقة تبادل أسرى، وذلك استجابة للوزراء الأكثر تطرفا بحكومته، وبينهم سموتريتش، لحماية مصالحه السياسية.
وبنهاية 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الجاري، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.