العالم العربي

إثيوبيا تستعد لتفريغ المياه من سد النهضة استعدادًا لموسم الأمطار المقبل

بدأت إثيوبيا في مواجهة تحديات متزايدة في إدارة مياه سد النهضة مع اقتراب موسم الأمطار. تشير التوقعات إلى أن إثيوبيا قد تكون مضطرة لبدء عملية تفريغ المياه من السد في الأسابيع المقبلة، خصوصًا في ظل ضعف تشغيل التوربينات.

وفي هذا السياق، من المتوقع أن تبدأ عمليات التفريغ تدريجيًا قبل زيادة معدلات الأمطار في شهر يوليو المقبل، خاصة إذا استمرت المشاكل المتعلقة بالتوربينات.

أنهت إثيوبيا عملية التخزين الخامس والأخير في سد النهضة في 5 سبتمبر 2024، حيث وصلت المياه المخزنة إلى 60 مليار متر مكعب، عند منسوب 638 مترًا.

أكدت المصادر أن كمية المياه الواردة إلى السد تأتي من الأمطار التي هطلت على بحيرة تانا وبعض الروافد الفرعية للنيل الأزرق.

تراوحت الكميات الشهرية من 400 مليون متر مكعب في سبتمبر إلى نحو 12 مليون متر مكعب في أبريل 2025، مع توقع زيادة تدفق المياه في مايو ليصل إلى 21 مليون متر مكعب.

وتبين الصور الفضائية أن كمية المياه المخزنة في السد لم تتغير تقريبًا منذ سبتمبر 2024 حتى 18 أبريل 2025، مما يدل على أن كمية المياه التي يتم تمريرها عبر السد تعود بشكل رئيسي إلى الزيادة الطبيعية الواردة من الأمطار في بحيرة تانا وبعض الروافد الفرعية للنيل الأزرق.

أوضح الخبراء أنه في حال استمر ضعف تشغيل التوربينات، حتى الآن يعكس عدم حدوث تغييرات كبيرة في المخزون المائي للسد، مما يعزز التوقعات بأن العمليات الفنية للسد ليست على أكمل وجه.

لفتت التقارير إلى أن إثيوبيا قد تضطر إلى البدء في تفريغ المياه من السد في الأسابيع المقبلة، خصوصًا في حال استمر ضعف تشغيل التوربينات، وذلك لتجنب أي أزمات مائية قد تحدث مع زيادة الأمطار في الأشهر القادمة، خاصة في شهري مايو ويوليو 2025.

في هذا السياق، قد تضطر إثيوبيا إلى فتح بوابة واحدة من السد بشكل تدريجي لتفريغ المياه سواء كانت العلوية أو السفلى، وقد يتطلب هذا الإجراء تجنبًا لأي ضغط مفاجئ على السد في حال تعرض المنطقة لموجة أمطار غزيرة.

من جانبها، استعدت السودان لتلك الاحتمالات عبر زيادة كميات المياه المفرغة من سد الورصيرص، الذي يعد الخيار الأساسي لتحمل أي زيادة في تدفق المياه.

يحتوي سد الورصيرص حاليًا على 3 مليارات متر مكعب من المياه، وهو ما يمثل نصف سعته التخزينية. في المقابل، يسير التخزين في سد مروي السوداني وفقًا للمعدلات المعتادة، حيث بلغ المخزون فيه 12 مليار متر مكعب.

تشير الأوضاع الراهنة إلى أن إثيوبيا ستضطر إلى اتخاذ خطوات عاجلة في الأسابيع القادمة لتفادي أي أزمات مائية محتملة، مع ضرورة التنسيق مع دول المصب لضمان استقرار الأوضاع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى