ملفات وتقارير

كنيسة العائلة المقدسة بغزة تقيم صلاة تأبين لبابا الفاتيكان فرنسيس وسط أجواء من الحزن

أقامت كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة، صباح اليوم، صلاة تأبين لبابا الفاتيكان فرنسيس الذي وافته المنية يوم الاثنين، في حدث شهد حضورًا كبيرًا من أفراد المجتمع المسيحي في غزة الذين تجمّعوا لاستذكار مواقفه الإنسانية ودعمه المتواصل لهم.

جاءت هذه الصلاة للتأكيد على الامتنان الذي يحمله مسيحيو فلسطين لبابا الفاتيكان، الذي كان دائمًا في مقدمة الداعمين لقضيتهم، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها خلال الإبادة التي ترتكبها إسرائيل منذ أكثر من عام ونصف. وتضمن الحفل قرع الأجراس ورفع الصلوات التي تعبر عن الحزن العميق لفقدان قائد روحي ترك أثرًا بارزًا في حياة الكثيرين.

وقال القس توما سعيد، راعي الكنيسة: “نحتفل اليوم بحياة رجل عظيم لاقى عناء الإنسانية وأظهر الرحمة والعطف تجاه الجميع. إن فقدان البابا فرنسيس هو خسارة كبيرة لنا، لكن إرادته في نشر السلام والعدالة ستظل حية في قلوبنا”.

كما أضاف أحد أعضاء الكنيسة، ماريا عمانوئيل: “لقد كان دائمًا صوتًا للضعفاء، ونحتاج إلى استمرارية رسالته للسلام في هذا العالم المليء بالتحديات. نحن ممتنون لكل ما قدمه لنا”.

وفي كنيسة العائلة المقدسة في غزة، عمّت أجواء من الحزن، حيث قرعت الأجراس وأُضيئت الشموع وارتفعت الصلوات، وسط حضور مهيب استذكر فيه المشاركون مواقف البابا الإنسانية، وتواصله الدائم مع مسيحيي غزة في أحلك الظروف، لا سيما خلال فترات العدوان الإسرائيلي وحصار القطاع.

وفي تصريح صحفي، استذكر الأب جبرائيل، راعي كنيسة دير اللاتين، العلاقة القوية التي جمعت البابا الراحل بمسيحيي غزة، قائلا: “البابا كان محبوبًا جداً وقريباً من الجميع، ليس فقط من أبناء الكنيسة، بل من كل سكان غزة والبلاد المقدسة”.

وأضاف: “فاجأنا (البابا فرنسيس) باتصاله قبل يومين فقط من وفاته، حيث طلب منا الصلاة وأعطانا البركة، وشكرنا على الخدمة من أجل السلام”.

وأشار الأب جبرائيل إلى أن البابا كان يتواصل معهم يوميا “حتى في الأيام السوداء، تحت القصف وتحت دوي الحرب، كما أنه واجه صعوبة كبيرة في الاتصال أحياناً بسبب سوء الشبكة، لكنه لم يتوقف عن المحاولة”.

وأكد أن البابا الراحل “كان حاضراً معنا في كل لحظة، ليل نهار، ولم نشعر يوماً أنه بعيد (..) بل شعرنا أنه عنصر منا، وأبٌ للجميع ويهتم بالجميع”.

واستذكر الأب جبرائيل آخر دعوات البابا قبل وفاته، حين وجه نداءً من كاتدرائية القديس بطرس يدعو فيه للسلام وإنهاء الحرب، قائلاً: “رسالته الأخيرة كانت من أجل العدالة والسلام، ونحن نأمل أن تتحقق قريباً”.

وعبر الأب جبرائيل عن أمل المسيحيين في غزة بأن يواصل بابا الفاتيكان القادم نفس الرسالة، وأن يهتم بمعاناة الناس ويدافع عن العدالة كما فعل سلفه.

والبابا فرنسيس، المولود باسم خورخي ماريو بيرغوليو، من أصول أرجنتينية، ولد في 17 ديسمبر/ كانون الأول 1936 في بوينس آيرس لعائلة من العمال المهاجرين.

انضم بيرغوليو إلى الكنيسة عام 1958 وبدأ خدمته رجل دين، وتم تعيينه كاردينالا عام 2001.

وفي عام 2013، وقع حدث نادر في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية حين أصبح البابا بنديكت السادس عشر أول بابا منذ 598 عاما يتنحى عن منصبه، لظروف صحية.

وانتخب بيرغوليو زعيما روحيا رقم 266 للكنيسة الكاثوليكية في المجمع (انتخاب بابوي من مجلس الكرادلة) الذي عقد في 13 مارس/ آذار 2013.

واختار بيرغوليو لنفسه اسم فرنسيس، تيمنا بالقديس المسيحي الشهير، وبدأ مهامه رسميا في 19 مارس 2013.

وبانتخابه بابا، كان بيرغوليو أول بابا يُنتخب من أمريكا اللاتينية، وأول بابا ينتمي إلى الرهبنة اليسوعية التي تعد واحدة من أهم الرهبنيات الفاعلة في الكنيسة الكاثوليكية، وأول من اختار اسم “فرنسيس” في التاريخ البابوي.

وبمناسبة “عيد الفصح” المسيحي، أطل البابا فرنسيس الأحد، لآخر مرة من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، ووجّه عدة رسائل للعالم في خطاب قرأه أحد معاونيه، وفق ما ذكره موقع “أخبار الفاتيكان”.

وفي خطابه الأخير، قال البابا الراحل إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة “تولد الموت والدمار”، وتسبب وضعا إنسانيا “مروعا ومشينا”.

ودعا البابا فرنسيس إلى “وقف إطلاق النار (..) وتقديم المساعدة للشعب (الفلسطيني) الذي يتضوّر جوعا ويتوق إلى مستقبل يسوده السلام”.

وككل الفلسطينيين في غزة، يعاني المسيحيون في غزة من حرب الإبادة الإسرائيلية، ما دفعهم إلى اللجوء إلى كنيستين بحثا عن الأمان، حيث يتم تأمين حاجاتهم من خلالها.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى