
حينما يشتد الكرب بأهل غزة ويزداد خصمهم في فُجره وساديته،، وحينما تتواطىء ضدهم جميع الملل والنحل ومعهم المحسوبون على الإسلام والعروبة،، متمترسون خلف العصابة الصهيونية التي تبدو كصبي مدلل بين أم سيئة تمادت في تغذيته ودعمه وحشد كل ما تملكه الأسرة خلف ولدها الفاسد وبين أب فاقد لرجولته مفارق لشيم الشهامة والمروءة من الأخلاق الطيبة من أجل طفله المدلل،، كذلك تبدو الحكومة الإئتلافية الحاكمة في تل أبيب!..
وفي ظل ذلك الظلام المُعْتم والعتمة المظلمة! وفقدان النصير والحليف وتَربُص الخائن -رأس السلطة في البيرة!- المدعوم من جميع القوى المساندة للإحتلال شرقاً وغرباً على اختلاف جنسياتها ولهجاتها وقربها أو بعدها عن فلسطين،، وفي ظل الضعف العربي المشين والأقرب إلى الخيانة المُبطّنة منها إلى الحياد،، فلا حياد مقبول وجيرانك وأبناء دينك والمنتمين إلى قوميتك العربية التي صدعتم بها رؤوسَنا!،، يقتلون بالمدافع والطائرات تارة وبالجوع والعطش تارة أخرى لأنهم يدفعون -رغم أنفك-! فاتورة إحياءهم لكرامتك المفقودة حتى أذنيك في دهاليز السلطة بالمملكات والإمارات والجمهوريات المزعومة!..
وفي ظل ذلك كله يخرج علينا بعض دعاة الخنوع والدياثة المتمسحة بالدعوة والإسلام كذباً وهو منهم براء أشد من براءته من وثنية أبي جهل ونفاق بن سلول!،، وعبر اليوتيوب نطق أحدهم بعد سكوته دهراً! مخالفاً لأقواله السابقة عام2009حينما كان يشد من أزرّ المقاومة ويذكِّرهم بأصحاب الأخدود ممن قضوا جميعا بالرمي في الزيت المغليّ حتى الرضيع الذي كان على يد أمه،، وانتصرت دعوتهم وفازوا بالشهادة ورفع الله ذكرهم في القرآن ليُربي بهم الجماعة المؤمنة وزعيمها”محمد” صلى الله عليه وسلم،، ويطلب الداعية المتحول بحسب التعليمات والمتغيرات ساعتها من أهل غزة المصابرة والثبات وإن فنوا جميعا فهم شهداء!..
والآن يخرج ليُحمّل المقاومة الكريمة فاتورة الأحداث المروعة من القتل والخسف والتدميرالذي يحدث للقطاع على أيدي العصابة الإجرامية،، بل وزاد الداعية الثعبان من غييه قائلا: أنهم لم يشاوروا أحداً غير إيران! فلا أدرى هل تعمّد مُلَقِّنه المكر به عبر دفعه بتلك المغالطة الساذجة بأن يكتم عنه أن طهران أعلنت في غير مرة ومن خلال متحدثيها المختلفين استياءها من مفاجئة المقاومة لها وعدم اطلاعها على قرار”طوفان الأقصى” الذي عطّل خططها الإستراتيجية من أجل التفاهم مع أمريكا وأوروبا في الملفات المجمّدة الخاصة ببرنامجها النووي وأرصدتها الخارجية وصادرتها من النفط والغاز المتوقفين!
ألا يسع ذلك الدعيّ السكوت والخجل من نفسه وتياره الذي يشبه الرجال ولا علاقة لهم بالرجولة والمروءة في شىء؟!،، ألم تستفد دولة الإحتلال من حديث الدعيّ وفتاويه الموجهة؟! حين خرج المتحدث بإسم خارجية الإحتلال”أفيخاي أدرعي” ليثني على فهم أمثال ذلك الدعيّ للإسلام الذي تريده إسرائيل وترحب بتشويهه لصورة المقاومة وبالفتّ في عضدها خدمة للإحتلال وللحكومات المتواطئة على المجازر التي ارتكبت صباحاً ومساءاً حتى في يوم عيد الفطر المبارك؟!،، أليس حديث ذلك الدعيّ نوعاً من القتل المعنوي لا يقل خبثاً عن القتل الحسي الذي تمارسه الألة الإجرامية للإحتلال الصهيوني مدعوماً من حاملي بيارق الصليبية الحاقدة على الإسلام والمسلمين والمتماهية في نصرة اليهود قاتلي المسيح”بن مريم”بحسب عقيدتهم الباطلة؟!
الفتاوى الموجهة خناجر مسمومة فاقت في خبثها بالقتل المعنوي
ما فعله الحشاشون بالإغتيالات الشهيرة في صدر التاريخ الإسلامي!
لا أعلم لماذا تذكرت أفعال الطائفة الإسماعيلية المسماة بالحشاشين في صدر التاريخ الإسلامي وأهم ركائزها اغتيال العلماء الربانيين والقادة الملهمين من السياسيين والعسكرييين وقتلهم غيلة وبطريقة أشبه بالعمليات الإنتحارية للخلاص من تأثيرهم الكبير على مشروعهم الباطني،، أمثال الوزير القوي”نظام الملك” أحد أشهر وزراء السلاجقة،، والخليفة العباسي”المسترشد بالله”،، وطالت أيديهم أيضا ملك بيت المقدس”كونراد دي مونفيرا” حينما أجهز عليه مجموعة من الحشاشين مختبئين في زي الرهبان،، ولقد كان الهدف الإستراتيجي من استهداف هؤلاء الملهمين ممن تشرأب لهم الأعناق وتهفوا إليهم النفوس هو انهاء التأثير الروحي والمعنوي لبعضهم على جموع المسلمين من ناحية وعلى مشروع الحشاشين الباطني من ناحية أخرى..
فماذا تفعل تلك الفتاوي الموجهة الصادرة عن بعض المتمسحين بالدعوة الأكلين على موائد الحكومات من قتل معنويّ للمقاومة المباركة التي شاء الله أن تزود عن شرف الأمة وأن تمسح بيدها الشريفة عار الخزي والخنوع الذي أوصلتنا إليه الدول العربية والإسلامية ومعها المنظمات والهيئات البعيدة كل البعد عن نصرة قضايانا وإزالة ستار التهميش والتجهيل عن ملاحمنا في فلسطين والسودان واليمن والروهينجا بأراكان وتركستان وغيرهم..
فماذا فعلت تلك الفتاوي الموجهة من قتل معنوي لا تقل ضرواته عن القتل الحسي التي كانت تقوم به فرق الإغتيال الدموية للحشاشين في صدر التاريخ الإسلامي للقضاء على مصادر عزة المسلمين وأسباب بعثهم بعد مواتهم تماما كما يفعل هؤلاء الدعاة ممن أصبحوا حرباً شديدة المراس على المقاومة وعلى غزة وفلسطين من أجل حرمانهم بعد مصابهم الكبير من مجرد الإشفاق عليهم من الشعوب العربية والإسلامية؟!.
حسبنا الله ونعم الوكيل