شيخ الأزهر ينعى البابا فرنسيس: رمز الإنسانية الذي دافع عن حقوق غزة

نعى شيخ الأزهر، أحمد الطيب، البابا فرنسيس الذي وافته المنية يوم الاثنين عن عمر يناهز 88 عامًا، معبرًا عن حزنه العميق لفقدان رمز إنساني بارز.
وأكد شيخ الأزهر في بيان رسمي أن البابا فرنسيس كان أخًا في الإنسانية وصاحب آراء تتسم بالإنصاف والاهتمام بمعاناة الشعوب. وشدد على أن تعابيره الإنسانية كانت واضحة خاصة تجاه العدوان على غزة وتصدّيها للإسلاموفوبيا التي يعاني منها الكثيرون حول العالم.
وقال أحمد الطيب: “لقد كان البابا فرنسيس شخصية فريدة خلال حياته، حيث عمل بلا كلل من أجل تعزيز الحوار بين الأديان والدفاع عن حقوق الإنسان. إن فقدانه يمثل خسارة كبيرة للإنسانية جمعاء”.
وقال الطيب إنه ينعى أخاه في الإنسانية، “قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي وافتْه المنية اليوم الاثنين، بعد رحلة حياة سخَّرها في العمل من أجل الإنسانية، ومناصرة قضايا الضعفاء، ودعم الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة”.
وأضاف أن “البابا فرنسيس كان رمزًا إنسانيًّا من طراز رفيع، لم يدخر جهدًا في خدمة رسالة الإنسانية”.
وتابع أن “العلاقة بين الأزهر والفاتيكان تطورات في عهده؛ بدءًا من حضور قداسته لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام عام 2017، مرورًا بتوقيع وثيقة الأخوَّة الإنسانية التاريخية عام 2019، التي لم تكن لتخرج للعالم لولا النية الصادقة، رغم ما أحاط بها من تحدياتٍ وصعوباتٍ”.
وذكر أن “اللقاءات والمشروعات المشتركة التي توسَّعت بشكلٍ ملحوظٍ خلال السنوات الماضية، وأسهمت في دفع عجلة الحوار الإسلامي-المسيحي”.
وأشار إلى أنه “يذكر للبابا فرنسيس حرصَه على توطيد العلاقة مع الأزهر ومع العالم الإسلامي، من خلال زياراته للعديد من الدول الإسلامية والعربية، ومن خلال آرائه التي أظهرت إنصافًا وإنسانية، وبخاصة تجاه العدوان على غزة والتصدي للإسلاموفوبيا المقيتة”.
وتقدم شيخ الأزهر بـ”خالص العزاء وصادق المواساة إلى أتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، وإلى أسرة البابا فرنسيس الراحل، متمنيًا لهم الصبر والسلوان”.
وكان البابا فرنسيس، اعترف بدولة فلسطين ورفع علمها في حاضرة الفاتيكان، كما زار مدينة بيت لحم وكان في استقباله الرئيس محمود عباس، وصلى في كنيسة المهد، وتوقف عند جدار الفصل والتوسع العنصري وصلى دعماً للسلام وإنهاء الحروب، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية الاثنين.
كما دعا إلى وقف الحرب على قطاع غزة، واصفا الوضع الإنساني الذي يعيشه الشعب الفلسطيني جراء الحرب الإسرائيلية بالمشين، كما طالب بعدم إغلاق مدينة القدس المحتلة أمام المؤمنين، وتطبيق الشرعية الدولية عليها، بحسب المصدر ذاته.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلن الفاتيكان، وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عاما، بعد تدهور في صحته منذ 18 فبراير/شباط الماضي.
وقال الفاتيكان في بيان عبر إكس: “توفي البابا فرنسيس في اثنين الفصح 21 أبريل (نيسان) 2025، في الـ 88 والثمانين من العمر، في مقر إقامته في دار القديسة مارتا بالفاتيكان”.
ومنذ أشهر، أعلن الفاتيكان تراجع صحة البابا (مواليد 1936)، وسط مخاوف جدية على حياته رغم بعض التطمينات بين الحين والآخر إلى حالته المستقرة.