
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، يواجه أكثر من مليوني إنسان كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتجسد في أبشع صورها من خلال المجاعة، والعطش، ونقص الدواء، وانهيار المنظومة الصحية، وغياب أدنى مقومات الحياة.
أولًا: أرقام كارثية تُجسد المأساة.
حتى أبريل 2025، بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة أكثر من 51,000 شهيد، من بينهم نحو 18,000 طفل وأكثر من 12,000 امرأة. كما تجاوز عدد الجرحى 116,000 جريح، وسط انهيار تام للقطاع الصحي بفعل الحصار ونفاد الأدوية وتدمير المستشفيات.
ثانيًا: المجاعة كسلاح إبادة جماعية.
ما لم تحققه القنابل والصواريخ، يحاول العدو تحقيقه بالتجويع. يعاني أكثر من 80% من أطفال غزة من فقر غذائي حاد، حيث يحصلون على أقل من مجموعتين غذائيتين يوميًا. تُسجل في شمال القطاع حالات وفاة يومية لأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية، في جريمة مكتملة الأركان.
ثالثًا: الحصار العربي والدولي ودعم الكيان.
لم يكن الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا مجرد إجراء أمني كما يروّج له الاحتلال، بل هو سلاح ممنهج للإبادة. وقد تعمّق هذا الحصار بعد الحرب الأخيرة، في ظل تواطؤ دولي وصمت عربي مريب، وقيام بعض الأنظمة العربية بتقديم تسهيلات أو دعم مباشر للاحتلال.
رابعًا: واجب الشعوب والأحرار في العالم.
تتعاظم مسؤولية الشعوب الحية والأحرار في كل مكان. بات من الواجب الإنساني والشرعي الوقوف في وجه الإبادة الجماعية، وذلك من خلال:
• كسر حاجز الصمت الإعلامي والتوعية بحقيقة ما يحدث.
• الخروج في مظاهرات تضغط على الحكومات لوقف دعم الاحتلال.
• مقاطعة الكيان الصهيوني اقتصاديًا وثقافيًا.
• دعم قوافل الإغاثة وتمويل المبادرات الإنسانية.
• محاسبة مجرمي الحرب على استخدام الجوع كسلاح.
خامسًا: رسالة إلى الأمة الإسلامية.
إلى الأمة الإسلامية من مشرقها إلى مغربها: غزة ليست مجرد أرض، بل عقيدة. تُباد اليوم لأنها قالت “لا” للمحتل. الواجب الشرعي اليوم يفرض تحركًا فعليًا، لا دعاءً فقط، بل دعمًا وموقفًا سياسيًا وميدانيًا وإعلاميًا.
غزة لا تموت، لكنها تُستصرخ.
ما يجري في غزة هو إبادة جماعية بالصمت. العالم مطالب بالتحرك العاجل لكسر الحصار وإنقاذ الأبرياء. لا تكونوا شهود زور، ولا شركاء في الصمت.
غزة ستصمد وستنتصر.
ان شاء الله وبتوفيق منه, رغم الجوع، رغم الركام، رغم التآمر… غزة ستنهض. لقد اعتادت أن تُفشل المؤامرات وتُسقط الأسوار. إرادتها أقوى من الموت، وعزيمتها أصلب من كل سلاح.
النصر صبر ساعة، وغزة تعرف كيف تصبر، وكيف تنتصر.