حوادث وقضاياملفات وتقارير

نزيف الأسفلت في مصر: 71 ألف إصابة و5861 وفاة في عام 2023 رغم المليارات المنفقة

حتى تاريخ اليوم، 20 أبريل 2025، لم يُصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر تقريرًا رسميًا عن حوادث الطرق لعام 2024. آخر تقرير متاح يغطي بيانات عام 2023.

حيث أوضح التقرير المتاح بأن حوادث الطرق في مصر لا تزال تشكل أزمة حقيقية، حيث بلغ عدد الإصابات 71,016 حالة وعدد الوفيات 5,861 في عام 2023، على الرغم من الاستثمارات الضخمة في تطوير البنية التحتية.

موقع “أخبار الغد” في هذا التحقيق يستعرض الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة من خلال آراء المواطنين والمختصين.

أشار المهندس أحمد فؤاد، خبير النقل والطرق، إلى أن العنصر البشري يظل السبب الرئيسي في حوادث الطرق، حيث يشكل 75.7% من الأسباب.

وأوضح أن السرعة الزائدة، وعدم الالتزام بقواعد المرور، والقيادة تحت تأثير المخدرات، تسهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الحوادث.

وأكد أن تطوير البنية التحتية يجب أن يترافق مع حملات توعية وتطبيق صارم للقوانين للحد من هذه الظاهرة.

أكدت الدكتورة منى عبد الرحمن، أستاذة علم الاجتماع، أن الثقافة المرورية في مصر تحتاج إلى إعادة نظر. وأشارت إلى أن العديد من السائقين يفتقرون إلى الوعي الكافي بقواعد السلامة،

مما يؤدي إلى سلوكيات خطرة على الطرق. ودعت إلى إدراج التوعية المرورية في المناهج التعليمية وتعزيز دور الإعلام في نشر ثقافة السلامة.

أوضح اللواء متقاعد محمود حسين، أن تطبيق القوانين بشكل صارم يمكن أن يقلل من الحوادث بنسبة كبيرة. وأشار إلى أن العديد من السائقين لا يلتزمون بالقوانين بسبب ضعف الرقابة، مما يشجع على التهور والسرعة الزائدة. وأكد على ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة في مراقبة الطرق وتطبيق العقوبات على المخالفين.

أشار الدكتور سامي عبد الله، خبير في هندسة الطرق، إلى أن تصميم بعض الطرق يساهم في وقوع الحوادث.

وأوضح أن بعض الطرق تفتقر إلى الإشارات التحذيرية والمنحنيات الآمنة، مما يزيد من خطر الحوادث. ودعا إلى مراجعة تصميم الطرق القديمة وتحديثها بما يتوافق مع معايير السلامة الدولية.

أكدت فاطمة علي، مواطنة من محافظة الدقهلية، أن الطرق في منطقتها تشهد حوادث متكررة بسبب سوء الإضاءة وعدم وجود إشارات مرورية كافية.

وأشارت إلى أن العديد من الحوادث تقع في الليل بسبب ضعف الرؤية، مما يعرض حياة المواطنين للخطر. ودعت إلى تحسين البنية التحتية وتوفير الإضاءة الكافية على الطرق.

أوضح المهندس خالد مصطفى، مدير مشروع تطوير الطرق، أن الحكومة استثمرت مليارات الجنيهات في تحسين البنية التحتية.

وأشار إلى أن هناك تقدمًا ملحوظًا في جودة الطرق، لكن التحدي الأكبر يكمن في تغيير سلوكيات السائقين. وأكد على أهمية التوعية والتدريب للسائقين لضمان استخدام الطرق بشكل آمن.

أشارت الدكتورة ليلى حسن، خبيرة في الصحة العامة، إلى أن ارتفاع عدد الإصابات يشكل عبئًا كبيرًا على النظام الصحي.

وأوضحت أن المستشفيات تستقبل آلاف الحالات سنويًا بسبب حوادث الطرق، مما يؤثر على تقديم الخدمات الصحية الأخرى. ودعت إلى اتخاذ إجراءات وقائية للحد من الحوادث وتقليل الضغط على القطاع الصحي.

أكد محمد عبد العزيز، سائق نقل ثقيل، أن بعض السائقين يقودون لفترات طويلة دون راحة، مما يؤدي إلى التعب وفقدان التركيز.

وأشار إلى أن ظروف العمل الصعبة تدفع السائقين إلى تجاوز السرعة المحددة لتسليم البضائع في الوقت المحدد. ودعا إلى تنظيم ساعات العمل وتوفير فترات راحة كافية للسائقين.

أوضح الدكتور حسن إبراهيم، أستاذ الاقتصاد، أن حوادث الطرق تكلف الاقتصاد المصري مليارات الجنيهات سنويًا.

وأشار إلى أن الخسائر تشمل تكاليف العلاج، وتعويضات الضحايا، والأضرار بالممتلكات، مما يؤثر على النمو الاقتصادي. ودعا إلى استثمار المزيد في برامج الوقاية والتوعية لتقليل هذه الخسائر.

أشارت نادية مصطفى، معلمة، إلى أن تعليم الأطفال قواعد السلامة المرورية يمكن أن يساهم في تقليل الحوادث على المدى الطويل.

وأوضحت أن المدارس يجب أن تلعب دورًا أكبر في توعية الطلاب بأهمية الالتزام بقواعد المرور. ودعت إلى إدراج برامج تعليمية حول السلامة المرورية في المناهج الدراسية.

أكد المهندس طارق عبد الله، خبير في تكنولوجيا النقل، أن استخدام التقنيات الحديثة مثل الكاميرات الذكية يمكن أن يساعد في مراقبة الطرق وتطبيق القوانين بشكل أكثر فعالية.

وأشار إلى أن هذه التقنيات يمكن أن تردع المخالفين وتقلل من الحوادث. ودعا إلى توسيع استخدام التكنولوجيا في إدارة المرور.

أوضح أحمد سليمان، مواطن من محافظة القاهرة، أن بعض السائقين يستخدمون الهواتف المحمولة أثناء القيادة، مما يشتت انتباههم ويزيد من خطر الحوادث.

وأشار إلى أنه شاهد العديد من الحوادث التي وقعت بسبب هذا السلوك. ودعا إلى فرض غرامات صارمة على استخدام الهواتف أثناء القيادة.

أظهرت البيانات أن حوادث الطرق في مصر لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا، حيث بلغ عدد الإصابات 71,016 وعدد الوفيات 5,861 في عام 2023.

على الرغم من الاستثمارات الكبيرة في تطوير البنية التحتية، إلا أن العنصر البشري يظل العامل الرئيسي في هذه الحوادث.

يتطلب الأمر جهودًا متكاملة من الحكومة والمجتمع لتغيير سلوكيات السائقين وتعزيز ثقافة السلامة المرورية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى