احتشاد الآلاف بالكاتدرائية المرقسية احتفالًا بعيد القيامة وسط إجراءات أمنية مشددة وتنظيم دقيق

ترأس قداس عيد القيامة المجيد مساء السبت في تمام الساعة التاسعة داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بحضور كثيف من المواطنين وصل عددهم إلى عشرة آلاف شخص من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذين توافدوا من مختلف أنحاء الجمهورية للاحتفال بهذه المناسبة الدينية المقدسة
شهد محيط الكاتدرائية تواجدًا أمنيًا لافتًا حيث انتشرت قوات الشرطة بشكل مكثف في كافة الشوارع المحيطة لتأمين شعائر قداس عيد القيامة وتوفير بيئة آمنة للمصلين وضيوف الكنيسة إذ تم تعزيز الإجراءات التنظيمية لضمان انسيابية الدخول والخروج من محيط الكاتدرائية
أعلن المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية تفاصيل الترتيبات التنظيمية الخاصة بصلوات العيد مؤكدًا أنه تم التنسيق مع الأساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية في القاهرة الكبرى لاختيار عدد من أبناء الكنائس المحلية للمشاركة في هذه المناسبة وذلك في إطار التنظيم الدقيق والحرص على التمثيل الواسع من مختلف الإيبارشيات
أوضح المركز أن الحضور إلى قداس عيد القيامة المجيد اقتصر على حاملي بطاقات الدعوة فقط سواء من الكهنة أو الشمامسة أو الشعب كما أكد اقتصار خدمة الشماسية على خورس الكلية الإكليريكية دون قبول أية استثناءات وشدد على ضرورة الالتزام الكامل بتعليمات خدام الكشافة المكلفين بتنظيم الدخول والخروج ومتابعة النظام داخل الكاتدرائية
أكد المركز أن الحضور إلى صلوات الجمعة العظيمة كان من خلال بطاقة دعوة خاصة تختلف عن بطاقة حضور قداس عيد القيامة مشيرًا إلى أن الدعوات تم الحصول عليها من خلال الكنيسة المحلية التابع لها المشارك أو عبر مكتب الدعوات التابع للكاتدرائية المرقسية مباشرة
نوهت الكنيسة بفتح أبواب الكاتدرائية يوم الجمعة العظيمة في الساعة السابعة صباحًا مع عدم السماح بالدخول قبل هذا الموعد حيث تم تحديد بوابة رقم واحد المطلة على شارع رمسيس كبوابة رسمية للدخول مشيرة إلى أن السيارات لم يسمح لها بالدخول إلى داخل الفناء في إطار إجراءات التنظيم والسلامة العامة
دعت الكنيسة جميع المدعوين إلى ضرورة الامتناع عن الحضور حال وجود أعراض مرضية حتى وإن كانت طفيفة في ظل الحرص على صحة وسلامة جميع المشاركين في الاحتفالات مؤكدة أن هذه الإجراءات تم اتخاذها لضمان إقامة قداس آمن ومنظم في ظل الظروف الصحية الراهنة
أشار قداسة البابا إلى أهمية الوحدة والمحبة التي تربط جميع أبناء الوطن في هذه المناسبات الروحية داعيًا إلى استمرار روح التضامن بين جميع المصريين في مواجهة التحديات العالمية والصراعات التي تعاني منها مناطق كثيرة في العالم
استرسل البابا في حديثه مشيدًا بأجواء الفرح التي تعم الكنيسة في مثل هذه المناسبات التي تُعيد التأمل في معاني القيامة والحياة الجديدة مؤكدًا أن هذه المناسبة تعكس قيم الإيمان والمحبة والسلام التي تحرص الكنيسة على بثها في نفوس أبنائها في الوطن وفي بلاد المهجر
أضاف أن رسالة القيامة التي يوجهها إلى أبناء الكنيسة حول العالم جاءت هذا العام تحت عنوان “القيامة والبركة الثلاثية” والتي تعبر عن محاور رئيسية في التعليم الكنسي والروحي تم ترجمتها إلى ست وعشرين لغة لتناسب طبيعة التوزيع الجغرافي الواسع لأقباط المهجر وتيسير فهم الرسالة بلغاتهم الأم
لفت قداسة البابا إلى أن هذه الترجمات جاءت ثمرة تعاون وجهود متواصلة من لجان الكنيسة المختصة التي تعمل على دعم التواصل الدائم مع أبناء الكنيسة المقيمين خارج البلاد مشيرًا إلى أن الهدف من الرسالة هو تعزيز الترابط الروحي وتعميق الوعي بقيم الفداء والقيامة والبركة
أوضح أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تسعى من خلال هذه المناسبات إلى التأكيد على استمرارية العلاقة الروحية بين الكنيسة الأم وأبنائها في المهجر عبر الخدمات التعليمية والرعوية والطقسية التي تقدمها الإيبارشيات القبطية المنتشرة في قارات العالم كافة
أردف البابا أن صلوات العيد هذا العام حملت معاني خاصة في ظل التحديات التي يشهدها العالم داعيًا إلى الصلاة من أجل السلام العالمي ونبذ الكراهية والعنف والتقارب بين الشعوب والحضارات مع التمسك بالقيم الأخلاقية والإنسانية التي ترتكز عليها التعاليم المسيحية
نبه البابا إلى ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والعمل على تقويتها من خلال المحبة المتبادلة بين أبناء الوطن الواحد مؤكدًا أن مصر ستظل دائمًا منارة للتعايش والتسامح بين جميع مكونات نسيجها الوطني العريق
زعم المركز الإعلامي أن تنظيم هذا القداس السنوي يتم وفق خطط دقيقة تشرف عليها فرق عمل متعددة لضمان حسن سير الشعائر الدينية وتوفير سبل الراحة والأمان للمشاركين موضحًا أن عملية توزيع الدعوات تتم بناءً على قواعد محددة تضمن العدالة في اختيار المشاركين من مختلف المناطق الكنسية
صرح مسؤولو الكنيسة بأن الحضور هذا العام شهد مشاركة عدد كبير من أبناء الكنيسة من الفئات الشبابية وكبار السن وهو ما يعكس التفاعل الإيجابي مع هذه المناسبة الكبرى وتأكيد أهمية المشاركة في الاحتفالات الدينية التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من الحياة الروحية للمجتمع القبطي
أجاب المركز الإعلامي عن استفسارات متكررة من المواطنين بشأن ترتيبات الحضور مؤكدًا أن الكاتدرائية لا تسمح بالدخول دون بطاقة رسمية صادرة من الجهات المعنية كما أن جميع المشاركين خضعوا لإجراءات تنظيمية دقيقة بما في ذلك التفتيش والتدقيق في الهوية حفاظًا على الأمن والسلامة العامة
أعلن مسؤولو الكشافة الذين تولوا مهام التنظيم أنهم تلقوا تدريبات مسبقة استعدادًا لهذه المناسبة الكبرى لضمان التعامل الأمثل مع الحشود الكبيرة وتنظيم حركة الدخول والخروج بشكل يليق بقدسية المناسبة وحرمة المكان المقدس
اختتم البابا حديثه بالدعاء بأن يحفظ الله مصر وكل شعوب العالم من الشرور ويملأ القلوب بالفرح والطمأنينة وأن تظل الكنيسة منارة إيمانية تضيء طريق الإنسانية في زمن تشتد فيه الحاجة إلى السلام والمحبة والرحمة
استدرك المركز الإعلامي في بيانه التوضيحي أن صلوات الجمعة العظيمة وقداس عيد القيامة أقيما في توقيتات محددة ومعلنة مسبقًا حيث بدأت صلوات الجمعة في السابعة صباحًا بينما انطلق قداس العيد في التاسعة مساءً وأن هذه التوقيتات جرى الالتزام بها بدقة في جميع الكنائس التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر
أشار منظمو الاحتفال إلى أن الاحتشاد الكبير داخل الكاتدرائية جاء وسط التزام كامل بالتعليمات التنظيمية مما ساعد على إتمام شعائر الصلاة في جو من الخشوع والسكينة وسط فرحة غامرة عمت وجوه المشاركين
أوضحوا أن الكنيسة تستعد كل عام لمثل هذه المناسبات من خلال خطط عمل تبدأ قبل أسابيع لضمان الجاهزية الكاملة من حيث التنظيم والاستقبال والتأمين وتوفير الاحتياجات اللوجستية اللازمة لاستقبال آلاف المصلين
أكد مسؤولو التنظيم أن مشاركة عشرة آلاف شخص في قداس واحد داخل كاتدرائية العباسية يُعد إنجازًا تنظيميًا كبيرًا عكس مدى قدرة الكنيسة على إدارة الأحداث الجماهيرية الكبرى بفاعلية واحترافية عالية
نوه منظمو الاحتفال بأن أجواء العيد داخل الكاتدرائية كانت مفعمة بالأمل والرجاء وأن التراتيل والألحان التي رُفعت خلال القداس حملت رسائل إيمانية عميقة أثرت في نفوس المشاركين وعمّقت ارتباطهم الروحي بالكنيسة ومناسباتها المقدسة