مصر تحتفل بافتتاح المقر الدائم لوكالة الفضاء الإفريقية في القاهرة

افتتحت مصر، يوم الأحد، المقر الدائم لوكالة الفضاء الإفريقية في العاصمة القاهرة، في خطوة تعكس التزام الدولة بمواجهة التحديات التي تعاني منها القارة الإفريقية من خلال العلم والابتكار.

تسعى وكالة الفضاء الإفريقية إلى جمع وتحليل المعلومات وإعداد برامج تطبيقية في مجالات متعددة، بما يسهم في تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية ويساعد في تطوير تقنيات الفضاء. وقد حضر الافتتاح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية من مختلف دول القارة.

وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية أن هذا الحدث يمثل نقطة تحول استراتيجية في تطوير برامج الفضاء الإفريقية، التي تهدف إلى دعم الأمن الغذائي، والرصد البيئي، والاستجابة للكوارث الطبيعية، بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة.

وفي سياق التعليق على الافتتاح، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي: “إن افتتاح هذا المقر هو بداية جديدة للتعاون الإفريقي في مجال الفضاء، وسيمكن الدول الإفريقية من وضع استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات على مستوى القارة.”

وأفادت الخارجية المصرية، في بيان، بأن الافتتاح شارك فيه وزير الخارجية بدر عبد العاطي ووزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري أيمن عاشور والرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، شريف صدقي.

كما شارك في الافتتاح، رئيس مجلس وكالة الفضاء الإفريقية، تيديان واتارا، ومفوض الاتحاد الإفريقي للزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والاستدامة البيئية، موزس فيلاكاتي، وبحضور عدد من رؤساء ومسئولي وكالات الفضاء الإفريقية والدولية، وسفراء الدول الإفريقية والدول الشريكة للاتحاد الأفريقي، وفق البيان ذاته.

وأعرب عبد العاطي في كلمته الافتتاحية عن “الاعتزاز باستضافة مصر لهذا الصرح العلمي القاري”.

وأكد أن “هذه الخطوة تُعد محطة فارقة في مسيرة العمل الإفريقي المشترك، ونقلة نوعية في امتلاك أدوات المستقبل خاصة في مجالات تكنولوجيا وسياسات الفضاء”.

وتسعى الوكالة إلى “مواجهة التحديات التي تعاني منها القارة الإفريقية من خلال جمع وتحليل المعلومات وتقديم برامج تطبيقية في مجالات متعددة تشمل الأمن الغذائي وإنتاج وتوزيع المحاصيل، والنظم البيئية والتنوع البيولوجي، والوقاية من الأمراض”، بحسب بيان الخارجية المصرية.

كما تسعي أيضا إلى “رصد طبقات المياه الجوفية والمسطحات المائية ومعدلات هطول الأمطار، وتدهور المناطق الساحلية، وتعزيز الأمن، والاستجابة للكوارث، ورسم خرائط البنية التحتية الحكومية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات”.

وتعود جذور تأسيس الوكالة إلى يناير 2016، بقرار من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية خلال الدورة الـ26 لجمعية الاتحاد الإفريقي.

وفي عام 2019، أعلن المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي عن اختيار مصر لاستضافة المقر الدائم للوكالة، بعد “منافسة قوية مع دول إفريقية أخرى من بينها نيجيريا وإثيوبيا وغانا وناميبيا، وجاء هذا الاختيار بالتزامن مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء المصرية الرسمية الأحد.

وفي يناير 2023 جرى توقيع اتفاقية استضافة المقر الرسمي بالقاهرة وفي يونيو من العام نفسه، وافق مجلس النواب المصري على الاتفاقية، لتصبح مصر رسميا للمقر الدائم لوكالة الفضاء الإفريقية.

وتعد وكالة الفضاء الإفريقية مركز الاتصال الرئيسي لتعاون إفريقيا مع أوروبا والشركاء الدوليين في مجال الفضاء، وتسعى إلى ضمان الحصول العادل على بيانات وخدمات الأقمار الصناعية، وتنفيذ بعثات فضائية إفريقية ذات طابع استراتيجي.

ويتشكل مجلس الفضاء الإفريقي، من 10 أعضاء يمثلون مختلف مناطق القارة وتم تعيين تيديان واتارا من كوت ديفوار رئيسا للمجلس، وراكيا باباماجي من نيجيريا نائبة له، كما ضم المجلس ممثلين من دول عدة مثل ملاوي وناميبيا والمغرب وجيبوتي ورواندا والجزائر والكاميرون، وفق المصدر المصري.