تغطيات الشرقملفات وتقارير

السيسي يتدخل لحل أزمة “بلبن” بعد غلق فروعها وتأثر 25 ألف موظف

الحديث عن أزمة “بلبن” في الإعلام المصري يعكس أزمة أكبر تتعلق بالاستثمار المحلي ودور الحكومة في دعم مشروعات الشركات الوطنية.

وبينما يترقب الجميع حل الأزمة، يبقى الأمل معقوداً على تدخل الدولة لإيجاد حلول مستدامة، تضمن حقوق العمال والمستثمرين وتدعم نمو الشركات المحلية.

إلى جانب ذلك، تظل هذه القضية مثالاً على التحديات التي يواجهها قطاع الأعمال في مصر، وما تسببه الأزمات المفاجئة من تأثيرات سلبية على الاقتصاد الوطني، خاصة عندما تكون هذه الأزمات ناتجة عن ظروف غير واضحة أو إجراءات غير مفهومة.

في حلقة جديدة من برنامج “كل يوم” الذي تقدمه الإعلامية هبة مصطفى على شاشة قناة الشرق الفضائية،

تم تسليط الضوء على أزمة غلق فروع شركة “بلبن” المنتشرة في أنحاء مصر، الأمر الذي أثار حالة من الجدل في الشارع المصري، حيث أغلقت الشركة جميع فروعها في البلاد بشكل مفاجئ.

تفاصيل الحلقة:

بدأت الحلقة بتفاصيل دقيقة حول خلفية الأزمة، حيث أكدت الإعلامية هبة مصطفى أن الموضوع الأبرز الذي سيطر على الساحة في مصر في الأيام الأخيرة كان إغلاق شركة “بلبن” لكافة فروعها.

وعرضت بداية القصة التي تعود إلى عام 2021، حين بدأ الدكتور مؤمن عادل، الطبيب البيطرى، في تأسيس سلسلة “بلبن”، التي أصبحت واحدة من العلامات التجارية الشهيرة في مجال الحلويات والمشروبات في مصر.

العلامة التجارية “بلبن” كانت قد شهدت توسعاً سريعاً حتى بلغ عدد فروعها 300 فرع في 9 دول، وكان هناك خطط مستقبلية للتوسع إلى دول جديدة مثل كندا والولايات المتحدة، لكن المفاجأة جاءت مع إعلان إغلاق 110 فرع من فروع “بلبن” في مصر بشكل مفاجئ، مما أثر على أكثر من 25 ألف موظف يعملون في هذه الفروع.

الأزمة تتفاقم وتستغيث “بلبن” بالدولة:

عرضت الإعلامية هبة مصطفى تصريحات شركة “بلبن” التي ناشدت الدولة التدخل العاجل لحل الأزمة، حيث أوقف الإغلاق المفاجئ للنشاط التجاري للشركة في مصر عمل المصانع والفروع بالكامل.

ولفتت الحلقة إلى أن الشركة، التي تعتبر نموذجاً مشرفاً في القطاع الغذائي، قد أُغلِقَت فروعها بطريقة غير مفسرة، مما أثار تساؤلات عن السبب الحقيقي وراء هذه الخطوة، خاصة وأن الشركة كانت قد حققت نجاحاً كبيراً في فترة زمنية قصيرة.

واعتبرت الإعلامية أن ما حدث مع “بلبن” يعد أمرًا غريبًا، خاصة أنه تم الإغلاق في غضون أيام معدودة، وهو ما أثار الكثير من التكهنات حول ما وراء هذه الأزمة.

مؤمن عادل يتحدث في مداخلة هاتفية:

وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، كشف مؤمن عادل، صاحب شركة “بلبن”، عن تفاصيل الأزمة وأوضح أنه لا يوجد أي مبرر لغلق الفروع بهذا الشكل المفاجئ.

وأكد أن الشركة على استعداد للتعاون مع الحكومة لحل هذه الأزمة، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك أي خلافات مع أي أطراف أو جهات أخرى.

وأضاف أن جميع الفروع في مصر كانت تلتزم بكافة معايير السلامة والصحة، ولم يتم تسجيل أي حالات تسمم أو مشاكل صحية قد تؤثر على سمعة الشركة.

وتحدث مؤمن عادل بحزن شديد عن الوضع الذي آلت إليه الأمور، حيث أشار إلى أن جميع الفروع في مصر كانت تعمل وفقاً للمعايير الصحية، وأنه لا يوجد أي مبرر للإغلاق المفاجئ الذي شمل جميع الفروع.

وأضاف مؤمن عادل أنه لا يوجد أي محاضر قانونية أو تسجيل لأي حالات تسمم في منتجات “بلبن”، وأوضح أن الإغلاق كان بسبب مشاكل في بعض الفروع التي تم الإشارة إليها سابقاً، ولكن لم يكن مبرراً لإغلاق كافة الفروع في هذا التوقيت الحساس.

تدخل الرئيس السيسي لحل الأزمة:

في وقت لاحق من الحلقة، أكدت هبة مصطفى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد تدخل شخصياً لحل الأزمة، حيث وجه بعقد اجتماع عاجل مع الجهات المعنية في الحكومة لمناقشة الوضع وحل المشكلة بأسرع وقت ممكن.

مؤمن عادل، من جانبه، ناشد الرئيس السيسي والسلطات المصرية التدخل لدعم شركته والعاملين فيها، مشيراً إلى أن الشركة مستعدة لتنفيذ أي إجراءات تتطلبها الحكومة لحل هذه الأزمة.

مؤمن عادل يطلب فرصة جديدة:

وفي حديثه المؤثر، أضاف مؤمن عادل أنه لا يطالب إلا بفرصة جديدة لإعادة فتح الفروع، مشيراً إلى أن الإغلاق أثر بشكل كبير على حياة 25 ألف موظف كانوا يعتمدون على هذه الوظائف.

وقال: “أرجو أن يتم إعطائنا الفرصة لنثبت أن ما حدث كان مجرد سوء تفاهم، وألا يظل هذا الوضع يؤثر على مستقبل العاملين في الشركة”.

التدخل الحكومي:

في بيان رسمي، أعلنت “بلبن” أنها اضطرت للإغلاق بسبب ما وصفته “بأزمة طارئة”، حيث ناشدت الدولة التدخل العاجل لحل الوضع الراهن.

كما أكدت الشركة في بيانها أن جميع فروعها ومصانعها في مصر تعمل بشكل كامل وفقاً للمعايير الصحية، وأنها تلتزم بجميع القوانين المحلية والدولية.

وبحسب ما أوردته الشركة، فإن ما حدث كان بمثابة صدمة للجميع، حيث كان من المتوقع أن يتم التوسع في أسواق جديدة، مثل كندا والولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن العديد من الدول الأوروبية.

ورغم النمو الهائل الذي حققته “بلبن” في فترة قصيرة، إلا أن القصة لم تكن تخلو من المشاكل، حيث اعترف مؤمن عادل في لقاءات سابقة بوجود بعض المخالفات التي تم معالجتها. ولكن لم يكن من المتوقع أن تؤدي هذه المخالفات إلى إغلاق جميع فروع الشركة بهذه الطريقة المفاجئة.

انتقادات حادة لحملة “بلبن” الإعلانية:

أثارت الحلقة أيضاً موضوع الحملة الإعلانية التي أطلقتها “بلبن” في رمضان الماضي تحت شعار “أسفين إحنا جمدين”، حيث تعرضت الحملة لانتقادات واسعة من الجمهور بسبب ما اعتُبر تهكمًا على الشركات المنافسة في مجال الحلويات.

وهذا الإعلان ألقى بظلاله على سمعة “بلبن”، خاصة وأن بعض المتابعين اعتبروا أن أسلوب الإعلان كان بعيداً عن الاحترافية وأدى إلى أزمة جديدة للشركة.

وهنا أشار مؤمن عادل إلى أنه لم يكن يقصد الإساءة لأي منافس، وأنه كان يسعى فقط لإبراز مميزات “بلبن” في السوق، لكنه اعترف بأن الحملة لم تكن موفقة بالشكل المتوقع.

الإعلام يثير الجدل:

واستعرضت الحلقة أيضاً كيفية تعامل الإعلام مع أزمة “بلبن”، حيث انتقدت الإعلامية هبة مصطفى بعض القنوات والمواقع التي تناولت القضية بشكل غير دقيق، مؤكدة أن القضية ليست قضية “بلبن” فقط، بل هي قضية وطنية تتعلق بدعم الاستثمار المحلي وتوفير فرص العمل في مصر.

وفي ختام الحلقة، أكدت هبة مصطفى أن الأزمة ما زالت قيد المتابعة من قبل الدولة، وأن التدخل الرئاسي سيؤدي حتماً إلى إيجاد حل مناسب لمشكلة “بلبن” وأصحاب المشاريع المصرية في المستقبل.

مشيرة إلى أن دور الإعلام هنا هو تسليط الضوء على المشاكل التي تواجه المستثمرين، وفي نفس الوقت، تقديم الدعم اللازم لحل الأزمات بروح من التعاون بين الجميع.

إلى أن يتم إيجاد حل نهائي، يبقى أمل العاملين في “بلبن” معلقًا على جهود الدولة لإعادة فتح فروع الشركة وحل الأزمة بشكل مرضي.

فالحديث عن أزمة “بلبن” يفتح المجال لمناقشة قضايا أكبر تتعلق بالاستثمار المحلي، ودور الحكومة في دعم الشركات الوطنية لمواجهة التحديات الاقتصادية التي قد تعترض طريقها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى