استمرار غارات الاحتلال الإسرائيلي على غزة ومواصلته الحملة العسكرية رغم الخسائر البشرية الهائلة

في اليوم الرابع والثلاثين من التصعيد المستمر، واصل الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط مزيد من الضحايا الفلسطينيين بين شهيد وجريح.
تركزت هذه الهجمات في مناطق متعددة، أبرزها استهداف خيمة تأوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، إلى جانب قصف المباني السكنية في منطقة شرقي مدينة غزة.
هذا التصعيد العسكري يأتي في وقت يعاني فيه المدنيون الفلسطينيون من ويلات العدوان المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023.
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خطاب متلفز، بأنه أصدر أوامره للجيش الإسرائيلي بزيادة الضغط على حركة حماس.
هذا القرار جاء بعد أن رفضت الحركة عرضًا إسرائيليًا لتهدئة مؤقتة، وبدلاً من ذلك طالبت باتفاق شامل ينهي الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن الفلسطينيين.
أضاف نتنياهو في خطابه، الذي بثه التلفزيون في وقت متأخر من مساء السبت، أن إسرائيل لا تملك خيارًا سوى الاستمرار في القتال، مؤكدًا أن الهدف النهائي هو تحقيق النصر على الرغم من التكلفة البشرية الباهظة.
تواصل مصر جهود الوساطة من أجل استعادة اتفاق لوقف إطلاق النار كانت قد أسفر عن إطلاق سراح 38 رهينة في وقت سابق، إلا أن إسرائيل أوقفت هذا الاتفاق في الشهر الماضي.
في الوقت نفسه، أعلنت حماس أنها لن تفرج عن باقي الرهائن إلا في إطار اتفاق شامل ينهي الحرب بشكل نهائي.
تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ انهيار وقف إطلاق النار في منتصف مارس الماضي، والذي تبع فشل محادثات تجديده.
وقد أشارت السلطات الصحية الفلسطينية إلى أن أكثر من 50 فلسطينيًا لقوا حتفهم في الهجمات الجوية الإسرائيلية التي شنت السبت الماضي، في وقتٍ يتواصل فيه الحصار الإسرائيلي على القطاع.
وفي تطور آخر، أكدت حركة حماس أنها عثرت على جثة أحد الحراس المكلفين بتأمين الرهينة الإسرائيلي الأميركي إيدان ألكسندر، الذي كان قد اُحتجز في بداية الهجوم على غزة في أكتوبر 2023.
لا تزال المعلومات حول مصير ألكسندر غير واضحة، إذ تتكتم الجهات الرسمية على أي تفاصيل جديدة بهذا الخصوص.
كان ألكسندر، وهو من ولاية نيوجيرسي الأميركية، قد خدم في الجيش الإسرائيلي قبل أن يُختطف في هجوم 7 أكتوبر.
هذا وقد طالبت الولايات المتحدة مرارًا بضرورة إطلاق سراحه فورًا، حيث أن ألكسندر يعد آخر رهينة أميركي ما زال على قيد الحياة في قبضة حماس.
تزامنًا مع هذه الأحداث، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل أحد ضباطه وإصابة ثلاثة عسكريين آخرين، بينهم ضابطة، في إحدى المعارك التي دارت شمال قطاع غزة.
أضاف بيان الجيش الإسرائيلي أنه تم نقل المصابين لتلقي العلاج في مستشفيات إسرائيلية، وتواصل الجهات العسكرية التحقيقات في ملابسات الحادث.
بحسب المعطيات الرسمية للجيش الإسرائيلي، ارتفع عدد القتلى في صفوفه منذ بداية الحرب إلى 847 جنديًا وضابطًا، بينهم 408 قتلوا خلال العمليات البرية التي انطلقت في السابع والعشرين من أكتوبر.
في الوقت نفسه، تشير الإحصائيات إلى إصابة 5780 ضابطًا وجنديًا، منهم 2603 في المعارك البرية التي دارت في قطاع غزة.
إلى جانب الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية أن جنديًا آخر قُتل وأصيب آخرون في هجوم شنته المقاومة الفلسطينية على مركبة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي في بيت حانون شمال القطاع.
كما أفادت المصادر نفسها أن سلاح الجو الإسرائيلي شن سلسلة من الغارات على مواقع في شمال قطاع غزة، حيث تواصل القوات الإسرائيلية محاولاتها لتوسيع نطاق هجماتها العسكرية.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تمكنها من تنفيذ كمين ضد قوة إسرائيلية متوغلة في منطقة جبل الصوراني شرق حي التفاح شرقي مدينة غزة.
أسفر الكمين عن مقتل وإصابة عدد من أفراد القوة المتوغلة، وذلك في سياق الهجمات المتبادلة بين الطرفين.
لا تزال الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتدهور بشكل سريع، حيث تشير التقارير إلى أن أكثر من 165 ألف فلسطيني قد سقطوا بين شهيد وجريح منذ بداية الحرب، وسط ظروف معيشية غاية في الصعوبة.
يعاني المدنيون الفلسطينيون من نقص حاد في الغذاء والماء، فيما تستمر موجات النزوح الجماعي مع تدمير المنازل والمرافق الحيوية.
تشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 11 ألف مفقود، مما يعكس حجم الدمار البشري والمادي الذي يخلفه العدوان الإسرائيلي.
يتزامن هذا التصعيد مع تحذيرات متزايدة من تداعيات هذه الحرب على الاستقرار الإقليمي، إذ بات من الواضح أن الحرب في غزة قد تستمر لفترة طويلة مع تزايد الحصيلة البشرية بشكل يومي.
في هذه الأجواء، تواصل الأطراف الدولية الضغط على إسرائيل وحركة حماس من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل، وسط آمال ضئيلة في التوصل إلى حل قريب ينهي المعاناة المستمرة لشعب غزة.
من المتوقع أن تستمر المعارك في الأيام القادمة، خاصة في ظل عدم وجود مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المعنية.
وفيما تتواصل محاولات الوساطة، يبقى الوضع في قطاع غزة مرشحًا للاستمرار في التصعيد، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في المنطقة.