تغطيات الشرقملفات وتقارير

قناة الشرق: تعيين فؤاد بدراوي نائبًا لرئيس الوفد .. محاولة لإحياء الحزب العريق

أثار تعيين محمد فؤاد بدراوي نائبًا لرئيس حزب الوفد تساؤلات واسعة حول مستقبل الحزب العريق، وإمكانية استعادته لدوره التاريخي في الحياة السياسية المصرية.

فهل يمثل هذا القرار بداية جديدة تعيد الروح لحزب كان يومًا ما قائدًا للعمل الوطني؟ الحلقة تسلط الضوء على خلفيات التعيين، وأبعاده السياسية، وتناقش أسباب تراجع الحزب خلال العقود الماضية، ومدى قدرته على لعب دور فاعل في المشهد الحزبي الحالي.

كما تفتح المجال لتحليل أعمق حول التحديات التي تواجه الأحزاب التقليدية في ظل تغيرات سياسية متسارعة وانكماش المجال العام.

تعيين فؤاد بدراوي نائبًا لرئيس حزب الوفد .. هل ينعش الحزب العريق؟

في حلقة جديدة من برنامج تغطية خاصة الذي يقدّمه الإعلامي طارق أبو شريفة على شاشة قناة الشرق الفضائية، تم فتح ملف حزب الوفد وتاريخه المتقلب، بالتزامن مع الإعلان عن تعيين محمد فؤاد بدراوي نائبًا لرئيس الحزب، وسط تساؤلات حول قدرة هذا القرار على إعادة الحزب العريق إلى المشهد السياسي المصري بعد سنوات من التراجع.

الوفد .. من قيادة النضال إلى التهميش

انطلقت الحلقة بسرد تاريخي لمسيرة حزب الوفد، الذي وُلد من رحم الحركة الوطنية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، بقيادة الزعيم الراحل سعد زغلول. كان الحزب أحد الأعمدة الرئيسية للمشهد السياسي المصري حتى منتصف القرن الماضي، قبل أن تُقوّضه تغيّرات المشهد بعد ثورة يوليو 1952، وتبدأ بعدها رحلة التغييب القسري أو الطوعي من الحياة الحزبية في مصر.

محمد صلاح الشيخ: “الوفد لم يُغَيَّب .. بل أُقصي”

استضاف البرنامج محمد صلاح الشيخ، منسق مساعد الجمعية الوطنية للتغيير وعضو حزب الوفد السابق، والذي أكد في حديثه أن تغييب حزب الوفد لم يكن بإرادته، بل نتيجة لما وصفه بـ”الفاشية العسكرية” التي سيطرت على مفاصل الدولة بعد 1952.

وأشار إلى أن الوفد، كمشروع وطني، كان يعبّر عن طموحات الشعب، لكن تلك الطموحات سُحقت تحت أقدام السلطة الأمنية التي احتكرت الفعل السياسي لعقود.

ووصف الشيخ المشهد الحالي بأنه “مسرح مظلم”، تُدار فيه الأحزاب من خلف الكواليس الأمنية، مشيرًا إلى أن تعيين بدراوي هو انعكاس لمحاولة يائسة من السلطة لترميم صورة الحزب لا أكثر.

فؤاد بدراوي .. عودة بالوراثة أم بعث سياسي؟

الحلقة ناقشت الجدل حول تعيين فؤاد بدراوي، حفيد الزعيم فؤاد سراج الدين وأحد القادة التاريخيين في الحزب، الذي تولى في فترات سابقة منصب السكرتير العام للحزب.

ورغم تاريخه الطويل داخل الوفد، إلا أن آراء الضيوف تباينت بين من رأى في التعيين خطوة رمزية لا تمتلك أدوات التغيير، ومن رأى أنها قد تفتح الباب أمام إصلاح تدريجي داخلي إذا ما توفرت الإرادة لذلك.

البرلمان والتمثيل الحزبي .. أرقام لا تعكس التأثير

أشار الإعلامي طارق أبو شريفة إلى أن حزب الوفد يحتل المركز الثالث في التمثيل البرلماني حاليًا، بعدد يقارب 38 نائبًا.

ومع ذلك، فإن الأداء السياسي للحزب لا يعكس هذا التمثيل العددي، خاصة في ظل تراجع شعبية رئيس الحزب عبد السند يمامة، الذي حصل في الانتخابات الأخيرة على أقل من 2% من الأصوات.

فضائح وتصدعات داخلية .. ما الذي تبقّى من الوفد؟

وانتقل النقاش إلى الحديث عن سلسلة من الفضائح التي طالت الحزب مؤخرًا، أبرزها قضية “الآثار” التي تردد أن قيادات حزبية ناقشتها داخل مقرات الحزب، ما زاد من حالة الإحباط والانقسام بين أعضائه.

وفي هذا السياق، انضم إلى النقاش يوسف عبداللطيف، المحلل السياسي وسكرتير عام حزب الوفد بأسيوط سابقًا، والذي أكد أن الحزب “لم يمت سريريًا بعد“، لكنه يمرّ بأخطر مراحله منذ نشأته.

وشدد عبداللطيف على أن فؤاد بدراوي ليس مجرد سكرتير سابق كما يُشاع، بل هو شخصية قانونية وسياسية مخضرمة، ويُعد حفيدًا لأحد مؤسسي الحزب الحديث، الأمر الذي يعطي لقراره رمزية كبيرة.

هل يمكن إحياء الوفد من رماده؟

انتهت الحلقة بسؤال مفتوح: هل يُمكن لحزب الوفد أن يستعيد مكانته التاريخية كقائد للأحزاب، أم أن قطار الزمن قد تجاوزه؟

هل تعيين فؤاد بدراوي مجرد خطوة شكلية، أم بداية حقيقية لإصلاح داخلي يعيد الحزب إلى واجهة الحياة السياسية؟

برنامج “تغطية خاصة” لم يقدّم إجابة حاسمة، لكنه أطلق نقاشًا ضروريًا حول مستقبل العمل الحزبي في مصر، وحدود الإصلاح السياسي داخل منظومة مغلقة.

في ظل تعيين محمد فؤاد بدراوي نائبًا لرئيس حزب الوفد، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة الحزب على استعادة مكانته التاريخية في الحياة السياسية المصرية.

فبين طموحات التجديد وتحديات الواقع، يواجه الحزب اختبارًا حقيقيًا يتعلق بقدرته على التماهي مع المتغيرات والتواصل مع الشارع.

مستقبل الوفد مرهون بمدى جدية قياداته في إجراء إصلاحات داخلية حقيقية تعيد ثقة قواعده وجمهوره. المرحلة المقبلة ستكشف ما إذا كان هذا التغيير خطوة رمزية، أم بداية لتحول حقيقي يعيد للحزب دوره كمحور فاعل في صياغة المشهد السياسي المصري.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى