قرار صادم بشطب فواخرجي بسبب تصريحاتها حول الكيماوي والأسد

أعلنت نقابة الفنانين في سوريا شطب قيد الممثلة المعروفة سلاف فواخرجي من سجلاتها النقابية بعد موجة من الجدل أثارتها تصريحاتها الأخيرة التي تضمنت دفاعا مباشرا عن النظام السوري السابق وإنكارها لمجزرة الكيماوي بالغوطة الشرقية
ما اعتُبر تجاوزا كبيرا للقانون النقابي رقم 40 وتحديدا المادة 58 منه التي تنص على احترام مبادئ وأهداف النقابة وعدم الإساءة لضحايا الأزمات والنزاعات
أوضح القرار الصادر عن مجلس النقابة أن سلوك الفنانة السورية قد تجاوز حدود المقبول حيث استند المجلس إلى تصريحات إعلامية متكررة لفواخرجي أنكرت فيها بشكل قاطع وقوع مجزرة الكيماوي التي وقعت في الغوطة الشرقية في أغسطس من عام 2013
والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 مدني بحسب تقديرات منظمات حقوقية دولية مما أثار موجة غضب بين الأوساط الثقافية والشعبية
أشار بيان النقابة إلى أن شطب عضوية الفنانة يأتي بعد سلسلة مواقف علنية اتخذتها في مناسبات إعلامية متعددة تبنّت خلالها خطابا يبرر أفعال النظام السابق وينكر معاناة الآلاف من السوريين في السجون والمعتقلات خاصة في سجن صيدنايا الذي يوصف بأنه أحد أكثر السجون قسوة في العالم حسب شهادات موثقة من معتقلين سابقين ومنظمات حقوقية
أكد نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي أن تصريحات فواخرجي الأخيرة لم تمر مرور الكرام حيث أطلقوا حملات تطالب بمحاسبتها ومقاضاتها اجتماعيا وفنيا بعد أن قالت خلال لقاء إعلامي إنها لا ترى أن ما حدث في الغوطة كان نتيجة لهجوم كيماوي بل وصفت الأمر بأنه مجرد تضخيم إعلامي وجزء من رواية مشوشة استُخدمت لإدانة النظام دون أدلة حاسمة بحسب قولها
أضاف ناشطون أن إنكار المجازر والانتهاكات الجسيمة يعد إهانة مباشرة لضحايا تلك الجرائم ولا يمكن اعتباره رأيا شخصيا فحسب بل هو تبنٍ لرواية رسمية لطالما أنكرت مسؤوليتها عن الحوادث الكبرى رغم تواتر الشهادات والوقائع التي تثبت عكس ذلك من مصادر متعددة
صرح متابعون للحالة الثقافية والفنية السورية أن فواخرجي ذهبت إلى أبعد من ذلك حين اعتبرت أن ما جرى في سجن صيدنايا كان يحتوي على مشاهد مفبركة ومبالغ فيها رغم التقارير الحقوقية التي وثّقت عشرات الشهادات المروعة حول عمليات تعذيب وقتل ممنهجة طالت الآلاف داخل هذا المعتقل سيء السمعة
أوضح مراقبون أن فواخرجي أبدت موقفا مثيرا حين برّرت ما وصفته باستخدام البراميل المتفجرة بأنه جزء من رواية مبالغ فيها إعلاميا رغم أن الهجمات بالبراميل أسفرت عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني سوري خلال السنوات الأولى من الصراع وفق تقارير إحصائية موثقة
لفت مهتمون بالشأن السوري إلى أن تصريحات الفنانة لم تكن الأولى من نوعها حيث كررت خلال لقاءاتها الإعلامية الأخيرة تمسكها بالرئيس السابق بشار الأسد معتبرة أنه رجل دولة يقود البلاد وفق نظام مؤسساتي لا يتبع نهجا دينيا وأنه لم يكن مسؤولا بشكل مباشر عن المجازر التي حدثت خلال فترة حكمه
أشارت الفنانة في إحدى المقابلات إلى أنها التقت بالرئيس السابق أربع مرات وبزوجته مرتين كما التقت بشقيقه ماهر الأسد ووصفت لقاءاتها تلك بأنها تؤكد لديها أنه لا يمكن تحميلهم كامل مسؤولية ما جرى بل ألقت باللوم على ما وصفته باختطاف الثورة من قبل تيارات دينية متشددة منذ بداياتها في عام 2011
زعم بعض المتابعين أن تصريحات فواخرجي تعبّر عن انفصال واضح عن الواقع السوري ومعاناة الملايين ممن تعرضوا للقتل أو التشريد أو الاعتقال القسري مؤكدين أن محاولة تبرير الأحداث الكبرى وتبرئة النظام يعد انتهاكا مباشرا لحقوق الضحايا ويضرب مصداقية الفنانة ومهنيتها
نوهت مصادر نقابية إلى أن القرار بشطب قيد فواخرجي لم يكن اعتباطيا بل استند إلى معطيات موثقة تضمنت تكرار المواقف التي تتعارض مع القيم الأخلاقية والفنية للنقابة خاصة مع تجاهلها المستمر للألم الذي مر به الشعب السوري على مدى أكثر من عشر سنوات من الحرب والنزوح والدمار
استدرك البعض بالقول إن فواخرجي لم تكتف بإبداء دعمها للنظام السابق بل مضت في تبرير كامل لمجريات الأحداث حيث صورت المشهد السوري على أنه صراع ضد جماعات متطرفة دون الإشارة إلى الجرائم التي نُسبت إلى الجيش النظامي أو القوات الأمنية والتي وُثّقت بأرقام تجاوزت أكثر من 200 ألف قتيل منذ عام 2011 بحسب الأرقام الرسمية والتقديرات الحقوقية
استرسل متابعون في الحديث عن أن فواخرجي تسعى منذ سنوات إلى تلميع صورة النظام عبر تصريحاتها وأدوارها الدرامية التي غالبا ما تحمل طابعا وطنيا ولكنها تتجاهل الحقائق المؤلمة التي واجهها السوريون والتي شملت قصفا جويا ممنهجا وعمليات تهجير قسري طالت أكثر من 6.6 مليون لاجئ خارج البلاد ومثلهم تقريبا نازحون داخل الأراضي السورية
أردف البعض أن موقف فواخرجي قد يفقدها الكثير من شعبيتها وجمهورها خاصة في أوساط السوريين المعارضين للنظام الذين يرون في تصريحاتها نوعا من التطبيع مع الجراح المفتوحة ومحاولة لطمس الجرائم التي ارتكبت خلال أكثر من عقد
نفى مراقبون أن يكون القرار الصادر بحق فواخرجي هو الأول من نوعه حيث سبق للنقابة أن اتخذت مواقف مشابهة بحق فنانين خالفوا توجهاتها أو عبروا عن مواقف سياسية مثيرة للجدل إلا أن حالة فواخرجي تأتي في سياق أكثر حساسية بسبب ارتباطها المباشر بالملف الكيماوي الذي لا يزال من القضايا العالقة دوليا
أجاب نقابيون أن القانون المنظم لعمل النقابة يتيح لها اتخاذ مثل هذه الإجراءات التأديبية عندما يخرج أحد أعضائها عن الأهداف المعلنة للنقابة أو يسيء لضحايا الأزمات الوطنية وهو ما اعتُبر مبررا كافيا لتطبيق المادة 58 من القانون رقم 40 بحقها
قال متابعون لحركة فواخرجي الفنية إنها رغم شهرتها الكبيرة منذ بداية مشوارها عام 1997 ونجاحها في أعمال درامية بارزة مثل صقر قريش وشهرزاد وعصي الدمع وأسمهان إلا أنها دخلت مرحلة من الجدل الدائم منذ اندلاع الأزمة السورية بسبب مواقفها العلنية الداعمة للنظام وهو ما تسبب في انقسام حولها في الأوساط الفنية
أعلن محبون للفن السوري أن مسيرة فواخرجي الممتدة منذ تخرجها من كلية الآثار بجامعة دمشق وحتى ظهورها في أعمال مثل الكندوش ومشاركتها في أفلام ومسلسلات عربية مختلفة لم تشفع لها أمام غضب الشارع السوري من مواقفها السياسية التي رأى فيها البعض نوعا من الاستفزاز لآلام الضحايا
ختم التقرير بالقول إن الأزمة الحالية تمثل واحدة من أقوى الحالات التي تخلط بين الفن والسياسة حيث تظهر فواخرجي كمثال حي على الفنان الذي يقرر أن يقف إلى جانب السلطة رغم الكلفة الكبيرة التي قد يدفعها على صعيد السمعة والدعم الجماهيري في الداخل والخارج
هل ترغب بنسخة قابلة للطباعة أو صياغة موجزة منه؟