تصاعد العصيان داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يهدد استمرار العمليات ويكشف الانقسامات

أعلن مئات العسكريين السابقين والاحتياطيين في وحدات النخبة الإسرائيلية رفضهم التام للاستمرار في الخدمة العسكرية احتجاجًا على استمرار الحرب الحالية التي يعتبرونها ذات طابع سياسي وشخصي يخدم أهداف القيادة العليا دون مراعاة للتبعات الإنسانية والعسكرية والاقتصادية الجسيمة
أكد ما يقارب من 1000 طيار إسرائيلي رفضهم العودة إلى الخدمة في القطاع العسكري معلنين مقاطعتهم لأي مهام قتالية جديدة لما يرونه من تهور في القيادة وتجاهل للمخاطر الحقيقية التي تهدد حياة الجنود والمدنيين على حد سواء
أفاد 250 عنصرا سابقا في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بأنهم يرفضون الانخراط في أي عمليات استخباراتية قادمة مطالبين بإنهاء العمليات العسكرية التي وصفوها بأنها تعكس مصالح شخصية ضيقة وتفتقر إلى البعد الاستراتيجي الوطني
كشف 200 طبيب يعملون ضمن خدمة الاحتياط الطبية في الجيش الإسرائيلي عن توقفهم عن أداء مهامهم الطبية داخل الوحدات الميدانية احتجاجًا على استمرار الحرب وإهمال القيادة للنتائج الكارثية المترتبة عليها صحيا ونفسيا
صرح 250 ضابطا وجنديا سابقا في وحدة التجسس العسكرية المعروفة باسم وحدة 8200 أنهم لن يشاركوا مستقبلا في أي مهام تجسسية ميدانية أو تحليل معلومات بسبب ما وصفوه بفقدان الثقة في القيادة العسكرية والسياسية الحالية
لفت 1790 خريجا من مدرسة التلبيوت المتخصصة في إعداد قيادات الأمن القومي إلى أنهم وقعوا بيانا مشتركا يرفضون فيه الصمت حيال ما يجري مؤكدين أنهم لن يكونوا جزءا من منظومة تتسبب في إطالة أمد الحرب دون أهداف واضحة
أوضح 1600 من الجنود الاحتياطيين العاملين في سلاح المدرعات أنهم يرفضون المشاركة في أي عمليات ميدانية حالية أو مستقبلية بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات مؤكدين أن استمرار العمليات دون مراجعة استراتيجية يمثل عبثا عسكريا خطيرا
أشار 1525 من قدامى المحاربين في وحدتي المظلات والمشاة إلى أنهم يشعرون بالخيانة تجاه رفاقهم الذين سقطوا في المعارك دون تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض موضحين أن الحرب تحولت إلى مشروع شخصي بحت يخدم بقاء القيادات في السلطة
استنكر المحتجون في بياناتهم الطريقة التي يُدار بها الصراع مشيرين إلى أن استمرار العمليات القتالية رغم الخسائر الكبيرة في صفوف الجيش يعكس تجاهلا متعمدا للتكلفة البشرية ويزيد من تفاقم أزمة الثقة داخل صفوف المؤسسة العسكرية
استعرضت الجهات الرافضة للمشاركة في القتال الأبعاد الاقتصادية الكارثية الناتجة عن استمرار الحرب مشددين على أن الأضرار المالية تجاوزت المليارات وتسببت في شلل اقتصادي كبير طال قطاعات متعددة منها التجارة والبنية التحتية والخدمات العامة
نبه العسكريون المنشقون إلى أن حياة الأسرى العسكريين لدى الجهات المعادية أصبحت أكثر عرضة للخطر نتيجة تعنت القيادة ورفضها اتخاذ خطوات تفضي إلى التهدئة أو إبرام صفقة تبادل رغم التحذيرات المتكررة من الجهات المختصة
شدد المشاركون في حملة الرفض على أن قرار التمرد لم يكن عشوائيا بل جاء بعد تقييم دقيق للأوضاع ومشاورات داخلية امتدت لأسابيع حيث أجمع المشاركون على أن البقاء في دائرة الصمت يمثل مشاركة غير مباشرة في الجرائم المرتكبة باسم الدفاع الوطني
نفى المحتجون أن يكون تحركهم مدفوعا بأجندات خارجية مؤكدين أنهم ضباط وجنود سابقون خدموا في ساحات القتال لعقود ويملكون دراية عميقة بالمخاطر التي تهدد الكيان إذا استمر النزاع دون استراتيجية سياسية واضحة أو دعم دولي فعّال
استدرك بعض المشاركين أن تحركهم يأتي من منطلق مسؤولية وطنية وأخلاقية وحرص على ما تبقى من التماسك الداخلي في مجتمع بات يعاني من الانقسام والتشظي نتيجة السياسات الأمنية والعسكرية التي تفتقر إلى الرؤية المستقبلية
استرسل المتحدثون في الحديث عن حالة الإنهاك والتعب التي أصابت الجنود في الميدان مؤكدين أن معنويات القوات تراجعت بشكل ملحوظ في ظل فقدان الأمل وغياب الثقة في القيادة التي تواصل اتخاذ قرارات انفرادية دون العودة إلى الكوادر الميدانية
زعم عدد من المشاركين أن قرار الرفض الجماعي سيؤثر بقوة على أداء الوحدات العسكرية التي تعتمد بشكل أساسي على جنود الاحتياط وذوي الخبرة الميدانية مشيرين إلى أن النزيف البشري في صفوف الجيش بات يهدد فعالية العمليات العسكرية
قال ضباط سابقون في الأجهزة الأمنية إن ما يجري داخل المؤسسة العسكرية لم يعد مجرد احتجاج بل تحول إلى حركة تمرد منضبطة ذات مطالب واضحة أبرزها وقف العمليات فورا وفتح تحقيق رسمي في أسباب الخسائر المتكررة
أعلن المتحدثون في بيانات متعددة أن الأوامر التي تصدر من القيادة العليا لم تعد تجد صدى لدى الكثير من الوحدات التي فقدت الإيمان بالنهج القتالي الحالي مما يدفع البعض إلى التفكير في اتخاذ خطوات أكثر تصعيدا إذا لم تُستجب مطالبهم
نوه بعض المحتجين إلى أن الجبهة الداخلية باتت أكثر هشاشة وأن الدعم الشعبي للعمليات تراجع بشكل كبير نتيجة تسرب أخبار الخسائر اليومية وغياب أي تقدم سياسي أو عسكري ملموس رغم مرور أشهر طويلة على بدء العمليات
أردف المتمردون بأن التقييمات العسكرية التي تُرفع إلى القيادة لا تُؤخذ على محمل الجد وغالبا ما يتم تجاهلها لصالح قرارات سياسية تتخذ خلف الكواليس دون مشاورة حقيقية مع الضباط الميدانيين أو القادة الاستراتيجيين
أجاب عدد من العسكريين السابقين عن تساؤلات المجتمع حول جدوى الرفض وأكدوا أن التحرك يهدف إلى إنقاذ الأرواح ومنع انهيار ما تبقى من الكيان العسكري بعد أن بات واضحا أن الحرب الحالية لن تحقق أهدافها المعلنة ولن تنتهي قريبا
صرح المشاركون أن عمليات التجنيد الجديدة تواجه صعوبات كبيرة بسبب امتناع كثير من الشباب عن الانخراط في جيش يخوض حربا خاسرة بينما تنعدم فيه الشفافية وتتزايد فيه حالات التمرد والانسحاب والتذمر الداخلي
أضاف المحتجون أنهم مستمرون في رفضهم ومتمسكون بموقفهم حتى يتم الاستجابة لمطالبهم بإجراء مراجعة شاملة للمسار العسكري والسياسي الحالي وإعادة هيكلة القيادة بما يضمن تمثيل جميع الأطياف والكوادر ذات الكفاءة والخبرة
بهذا المشهد المتصاعد من العصيان داخل أروقة الجيش والمؤسسات الأمنية تتسع رقعة الرفض الشعبي والعسكري معا مما ينذر بمرحلة جديدة في تاريخ النزاعات الإسرائيلية الداخلية ويضع القيادة أمام مأزق لم تعهده منذ عقود طويلة