إدارة ترامب تطالب هارفارد بالكشف عن مصادر تمويلها الأجنبية وسط تجميد التمويل الفيدرالي

طالبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جامعة هارفارد بالكشف عن مصادر تمويلها الأجنبية، في خطوة مثيرة للجدل تأتي في أعقاب تجميد 2.2 مليار دولار من التمويل الفيدرالي المخصص للجامعة.
فيما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، بأن السلطات الأمريكية أصدرت طلبًا رسميًا للمؤسسة الأكاديمية الشهيرة بتقديم سجلات مفصلة عن جميع الأموال التي حصلت عليها من “مصادر خارجية” خلال العقد الماضي. يأتي هذا الطلب في خضم جدل متزايد حول دور الجامعات في تلقي التمويل الأجنبي، وتأثير ذلك على سياسات التعليم والبحث العلمي.
تُعتبر جامعة هارفارد واحدة من أرقى الجامعات في العالم، ويرتبط اسمها بعدد من الأبحاث والنشاطات العالمية. لكن هذا الطلب يسلط الضوء على أهمية الشفافية حول مصادر التمويل التي يمكن أن تؤثر على البرامج الأكاديمية واستقلالية المؤسسة.
قال أحد المسؤولين في إدارة ترامب: “نحن ملتزمون بضمان الشفافية في جميع جوانب التمويل التعليمي، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالموارد التي تأتي من خارج البلاد. يجب على المؤسسات التعليمية أن تكون مسؤولة في تعاملاتها المالية.”
وأرسلت وزارة التعليم الأمريكية رسالة إلى إدارة الجامعة، ادعت فيها أن السجلات التي قُدمت بين 2014 و2019 كانت ناقصة.
وطالبت الوزارة بقائمة شاملة تتضمن معلومات عن جميع الأطراف المشاركة في التبرعات أو المنح أو العقود ذات المصدر الأجنبي، بالإضافة إلى جميع رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والعقود التي تمت بين هارفارد وحكومات أو أفراد أجانب.
كما طلبت الحكومة معلومات مثل حسابات البريد الإلكتروني للطلاب الأجانب الذين تم طردهم منذ 2016.
وقالت وزيرة التعليم ليندا مكماهون، في تصريحات صحفية الجمعة: “طلبُ المعلومات الصادر اليوم، يُعد الخطوة الأولى التي تتخذها إدارة ترامب للتأكد من أن جامعة هارفارد لا تتعرض للتلاعب من قبل جهات أجنبية، أو أنها لا تتصرف بما يخدم مصالح تلك الجهات”.
وبالمقابل أفادت جامعة هارفارد، في بيان، أنها تشارك هذه السجلات منذ سنوات بما يتماشى مع القوانين المعمول بها.
وبموجب القوانين الفيدرالية، ينبغي على الجامعات الأمريكية الإبلاغ عن التبرعات من مصادر أجنبية التي تتجاوز قيمتها 250 ألف دولار.
جدير بالذكر أن إدارة ترامب، خلال ولايته الأولى (2017-2020)، فتحت في عام 2020، تحقيقًا ضد جامعة هارفارد في إطار مراجعة زعمت فيها أن الجامعات الأمريكية لم تفصح عن تمويل أجنبي لا يقل عن 6.5 مليارات دولار.
وفي وقت سابق، حذّرت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، جامعة هارفارد من فقدان حقها بقبول طلاب أجانب، وذلك على خلفية الاحتجاجات الطلابية المتضامنة مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي، هددت بتجميد التمويل الفيدرالي لعدة جامعات، بينها هارفارد، بسبب الاحتجاجات المتضامنة مع الفلسطينيين في الحرم الجامعي وبرامج التنوع والمساواة والإدماج.
وأعلنت الإدارة الأمريكية أنها فتحت تحقيقا في أكثر من 8.7 مليارات دولار من المنح المقدمة لجامعة هارفارد من قبل منظمات مختلفة “لضمان استخدامها بما يتوافق مع قوانين الحقوق المدنية”.
وقررت إدارة ترامب أيضًا تجميد 2.2 مليار دولار من التمويل، و60 مليون دولار من رسوم العقود لجامعة هارفارد.
وفي أبريل/ نيسان 2024، اندلعت احتجاجات داعمة لفلسطين بدأت بجامعة كولومبيا الأمريكية وتمددت إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3 آلاف و100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.