مقالات وآراء

د. محمد عماد صابر يكتب: الأسبوع العالمي لنصرة غزة.. واجب الأمة وصوت الحرية في وجه الاحتلال!



في لحظة تاريخية يتكشّف فيها زيف الشعارات الغربية عن حقوق الإنسان، ويُمعن فيها الاحتلال الصهيوني في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، تبرز الحاجة لتثبيت مواعيد مفصلية تُعيد تصويب البوصلة، وتُوقظ ضمير العالم. ويأتي “الأسبوع العالمي لنصرة غزة” كمبادرة شعبية وأممية تؤسس لحالة تضامن مستمرة ومتجددة، تتجاوز لحظات الغضب الآني إلى الفعل المنظم والتأثير المتراكم.

غزة: “القضية التي لا تموت”


غزة، بما تحمله من رمزية المقاومة والصمود، لم تعد مجرد رقعة جغرافية محاصرة، بل تحولت إلى أيقونة إنسانية وسياسية في مواجهة أعتى منظومات الاحتلال والقتل المنظم. من قلب الحصار والمعاناة، تُبدع غزة في الدفاع عن كرامة الأمة، وتُعيد الاعتبار لمفهوم المقاومة بوصفها حقاً مشروعاً للشعوب المحتلة.
وفي المقابل، يقف العالم– بما فيه من شعوب حرة ومؤسسات دولية – أمام اختبار أخلاقي وسياسي في نصرة هذا النموذج المقاوم، الذي يعرّي منظومة الهيمنة ويستنهض الضمير العالمي.

من التفاعل العاطفي إلى الفعل المؤثر


لطالما اكتفت الكثير من حملات التضامن بالشعارات والمواقف العابرة، بينما تتطلب المرحلة الحالية نقلة نوعية نحو العمل المنظم والتأثير المدروس. وهنا تتجلى أهمية تخصيص أسبوع سنوي لنصرة غزة، تُوحّد فيه الجهود وتتكامل فيه الطاقات، وتُصاغ خلاله الرسائل السياسية والشعبية بلغة يفهمها العالم، ويتحرك على وقعها الضمير.

خطة الأسبوع العالمي.. نحو تحرك شامل متعدد المستويات”
1- تحشيد إعلامي رقمي.

  • إطلاق حملات إعلامية كبرى على مستوى العالم، تتضمن: وسوم موحدة باللغات العالمية مثل:
    ‏#GazaResists | #WeekForGaza | #غزة_تنتصر.
  • إنتاج فيديوهات توثق الانتهاكات والبطولات.
  • تسخير أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى مرئي مترجم.
  • تحريك المؤثرين والمشاهير لتبني القضية ولو يوماً واحداً.
    2- حراك شعبي ميداني.
  • تنظيم مظاهرات واعتصامات في الساحات الكبرى والعواصم.
  • وقفات أمام السفارات ومقرات الأمم المتحدة.
  • معارض صور وأفلام قصيرة توثق مجازر الاحتلال.
  • مبادرات تضامن فني وأدبي في الجامعات والمدارس.
    3- ضغط سياسي وحقوقي.
  • توجيه رسائل برلمانية للمطالبة بمحاسبة الاحتلال.
  • الترويج لعريضة دولية تطالب بوقف تسليح إسرائيل.
  • تنسيق مع منظمات قانونية لإعداد ملفات جرائم الحرب.
  • الدعوة لمقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال.
    4- إسناد اقتصادي وإنساني.
  • إطلاق حملات تمويل جماعي لدعم صمود الأهالي والمشاريع الصغيرة.
  • توجيه الزكوات والصدقات إلى غزة في هذا الأسبوع.
  • دعم المؤسسات التي تُعنى بإعادة الإعمار والإغاثة.

أدوار الأطراف المختلفة.. تكامل لا تجزئة


المسلمون وأحرار العالم مدعوون للتحرك النشط، كلٌّ حسب موقعه: عبر التفاعل الرقمي، والمشاركة في المظاهرات، والضغط على البرلمانات، والمساهمة في حملات التبرع.

الدول الإسلامية مطالبة بأدوار تتجاوز بيانات الشجب، إلى خطوات سياسية واقتصادية واضحة: استدعاء السفراء، طرح القضية في المحافل الدولية، دعم المنابر الإعلامية الفلسطينية، وتمويل برامج الصمود.
المؤسسات الدينية والإعلامية والحقوقية يتوجب عليها توظيف منابرها لنصرة الحق، وتعرية جرائم الاحتلال، ودعم المقاومة كحق مشروع في مواجهة الاحتلال والتمييز العنصري.

نحو جبهة دولية دائمة لنصرة غزة

ليكن “الأسبوع العالمي لنصرة غزة” نواة لجبهة عالمية عابرة للحدود، توحّد كل المؤمنين بعدالة القضية، من المسلمين واليساريين والحقوقيين والأحرار، ليشكّلوا قوة ضغط مستمرة ومتصاعدة، تدفع العالم نحو الاعتراف بحق الفلسطينيين في الحياة والحرية والعودة.
غزة لا تطلب منّا الكثير، فقط أن نكون على قدر شجاعتها، وأن نحمل صوتها حيث يُراد له أن يُدفن، وأن نحيا بعض كرامتنا من خلال نصرتها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى