مصر تعزز قدراتها العسكرية بمقاتلات متطورة وصواريخ استراتيجية رغم التحذيرات المتصاعدة

أوضحت تقارير تحليلية حديثة تصاعد القلق من التطور الكبير الذي تشهده القوات المسلحة المصرية في الآونة الأخيرة خاصة على مستوى سلاح الجو والبحرية بعد إدخال منظومات تسليحية حديثة ومقاتلات متقدمة ضمن عقود تسليح ضخمة حسبما ذكرت مجلة Israel Defense العسكرية – الصادرة عن الجيش الإسرائيلي –
أكدت هذه التقارير أن الجيش المصري تمكن من تعزيز قدراته القتالية عبر امتلاك أسلحة متطورة كانت محظورة عليه لسنوات طويلة وهو ما أدى إلى إعادة رسم موازين القوى في المنطقة وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط
أعلنت تقارير عسكرية متخصصة أن مصر بدأت فعليا في تسلم دفعات جديدة من مقاتلات رافال الفرنسية ضمن صفقة تضم 30 طائرة تم توقيعها عام 2021 حيث استلمت القاهرة أولى هذه المقاتلات مؤخرا ومن المقرر أن يكتمل تسليم جميع الطائرات في عام 2026
لفتت تلك المصادر إلى أن مصر كانت قد حصلت بين عامي 2015 و2021 على 24 طائرة رافال ضمن الصفقة الأولى ما يرفع العدد الإجمالي للمقاتلات الفرنسية من هذا الطراز إلى 54 طائرة لتصبح بذلك ثاني أكبر مشغل عالمي لها بعد فرنسا
أوضحت البيانات أن مقاتلات رافال التي تحصل عليها القوات الجوية المصرية مزودة بأحدث أنظمة التسليح المتقدمة وتقنيات الحرب الإلكترونية إلى جانب إمكانيات هجومية بعيدة المدى وهو ما يمنح مصر قدرة جوية عالية التأثير
أشارت الوثائق إلى أن الطائرات الجديدة أجرت مؤخرا رحلات تجريبية في فرنسا ضمن خطوات التجهيز النهائي قبل دخولها الخدمة في القوات المسلحة المصرية في إطار الالتزام الزمني بالعقد الموقع بين الجانبين
أضافت الوثائق أن الصفقات المصرية الفرنسية لا تقتصر على المقاتلات فقط بل شملت أيضا حصول القاهرة على أسلحة استراتيجية جديدة من بينها صواريخ ستورم شادو التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر بالإضافة إلى ذخائر جوية ذكية من طراز AASM Hammer
صرحت التحليلات العسكرية أن مصر باتت تملك قدرة على استخدام صواريخ جو-جو بعيدة المدى وأنظمة متقدمة مضادة للسفن من طراز إكزوسيت إلى جانب صواريخ MICA البحرية متعددة الاستخدام وهو ما يشير إلى تحول كبير في التسليح البحري والجوي المصري
نوهت التقارير إلى أن الجيش المصري يمتلك حاليا فرقاطة من طراز فريم أكتين إلى جانب حاملتي مروحيات هجومية من طراز ميسترال وأربع طرادات من طراز جويند وهي قطع بحرية حديثة تمنحه قدرة بحرية متقدمة في البحرين الأحمر والمتوسط
زعم محللون أن هذا التطور في التعاون العسكري بين مصر وفرنسا يعكس مدى عمق العلاقة بين البلدين والتي تحولت إلى شراكة استراتيجية تشمل قطاعات متعددة من بينها الصناعات الدفاعية ونقل التكنولوجيا والتنسيق الأمني
أوضح المتخصصون أن توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وباريس تضمن التوسع في مجالات التسليح والصناعات الدفاعية مما مهد الطريق أمام مصر للحصول على أسلحة كانت محرومة منها في السابق بفعل ضغوط خارجية
أردف المختصون أن الرغبة الفرنسية في بيع غواصات متقدمة لمصر قد تُحدث تأثيرات كبيرة على التوازنات الإقليمية في المدى البعيد لا سيما في ظل الاحتكاكات المتزايدة في سواحل البحر الأحمر ومحيطه الجيوسياسي
استعرضت التقارير جوانب التعاون التقني بين مصر وفرنسا وأشارت إلى حصول القاهرة على طائرات تيبا-1 متعددة الاستخدامات ومزودة بأنظمة اتصالات فضائية ورادارات متطورة للإنذار المبكر مما يدعم القدرات السيادية المصرية في الاستطلاع والتأمين الجوي
أفادت المعلومات أن القوات المسلحة المصرية نجحت في تنويع مصادر تسليحها بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة حيث أصبحت تمتلك مجموعة متنوعة من المقاتلات من عدة دول أبرزها فرنسا وروسيا وأمريكا وهو ما يعزز استقلالية القرار العسكري المصري
استدرك المحللون أن مصر لم تحصل حتى الآن على صواريخ ميتيور الفرنسية المتطورة التي يتجاوز مداها 250 كيلومتر رغم طلبها المستمر للحصول على هذا النوع من الذخائر لكن يظل الباب مفتوحا مستقبلا في ظل تطور الشراكة العسكرية بين الطرفين
أكدت تقارير عسكرية أن صفقات التسليح الأخيرة وضعت القوات الجوية المصرية في موقع متقدم بين القوى الإقليمية حيث باتت تتمتع بقدرات هجومية واستطلاعية ودفاعية متقدمة تسمح لها بالتعامل مع مختلف التهديدات
نفت التحليلات صحة الادعاءات القائلة بأن مصر لا تزال تفتقر إلى القدرة على مواجهة التحديات الجوية الحديثة مشيرة إلى أن التحديثات الأخيرة رفعت جاهزية سلاح الجو إلى مستويات عالية من الكفاءة والتنوع في التسليح
تابعت التحليلات أن القاهرة حرصت خلال السنوات الماضية على تحديث بنيتها التحتية العسكرية واستقدام تدريبات مشتركة مع عدد من الدول الكبرى إلى جانب تطوير أنظمتها الإلكترونية والإدارية داخل الجيش
ذكر الخبراء أن تطور التعاون المصري الفرنسي في مجال التصنيع الحربي يشمل نقل تكنولوجيا وتدريب أطقم فنية مصرية على تشغيل وصيانة الأنظمة الجديدة وهو ما يضمن استدامة التشغيل الفعلي للأسلحة المتطورة
لفتت الملاحظات إلى أن الصفقة الفرنسية الأخيرة التي ستصل إلى تمام تنفيذها في عام 2026 تأتي في وقت حساس تمر به المنطقة وهو ما يضيف أبعادا استراتيجية للعلاقات الثنائية ويمنح القاهرة قدرة ردع متنامية
استرسل المحللون في التأكيد على أن الصفقة شملت أيضا تزويد مصر بمنظومات اتصالات عسكرية فائقة الدقة وهو ما يرفع من مستوى التنسيق بين مختلف أفرع القوات المسلحة المصرية في العمليات المشتركة
أجاب الخبراء بأن هذه المنظومات الجديدة تمنح الجيش المصري مرونة كبيرة في إدارة مسارح العمليات المتعددة وتمنحه ميزة تنافسية على مستوى الإقليم خاصة مع التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة
أشار مراقبون إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت تطورا ملحوظا في السياسة الدفاعية المصرية التي تقوم على تعزيز القدرات الذاتية وتوسيع العلاقات مع شركاء متعددي الاتجاهات لتأمين المصالح الوطنية
أفاد المطلعون بأن التطور الحالي في القوات المسلحة يعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى تستند إلى تحديث منظومة الردع وتحقيق الاستقلالية في القرار العسكري وإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية
أكد المتابعون أن مصر تمكنت من تجاوز قيود كانت مفروضة عليها في التسليح نتيجة تحالفات سياسية متغيرة وهو ما أتاح لها الحصول على أسلحة متقدمة في ظل علاقات جديدة تعتمد على الشراكة المتوازنة لا التبعية
أظهر التقرير أن تصاعد قدرات الجيش المصري يمثل تحولًا كبيرًا في المعادلة الإقليمية ويعكس إرادة سياسية واضحة نحو امتلاك أدوات الردع الفعالة ضمن سياسة أمن قومي واضحة المعالم