غارات إسرائيلية على قطاع غزة تسفر عن مقتل 17 فلسطينياً، وتستمر سياسة التصعيد

شهد قطاع غزة سلسلة غارات إسرائيلية متلاحقة منذ فجر يوم الأربعاء، أسفرت عن مقتل 17 فلسطينياً وإصابة آخرين، في مؤشر جديد على بلوغ التصعيد ذروته للشهر الـ19 على التوالي.
في خضم هذه التطورات المأساوية، تعرضت عدة مناطق في قطاع غزة للقصف بالمدفعية والطيران الحربي، مع تركيز استهداف المنازل السكنية في أحياء متفرقة. وبحسب مصادر طبية وشهود عيان، أودى آخر هذه الغارات بحياة ثلاثة فلسطينيين بينهم طفلان جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منزلاً في شارع النخيل بحي الشعف شرق المدينة.
في وقت سابق من فجر الأربعاء، قُتل عشرة فلسطينيين وأُصيب ثلاثة عشر آخرون، جراء غارة جوية شنّتها طائرة حربية إسرائيلية على منزل لعائلة حسونة في حي التفاح شرق غزة، ما رفع عدد الضحايا بشكل خطير وسط أوضاع إنسانية تزداد تعقيداً.
يتزامن هذا الهجوم مع استمرار حصار مشدد على غزة، في ظل مطالبات دولية ومحلية بضرورة إنهاء التصعيد العسكري ورفع الحصار، تلافياً لما وصفته جهات حقوقية بـ”الكارثة الإنسانية” المحدقة بسكان القطاع.
وفيما يلي أبرز التصريحات حول هذه التطورات
• قال أحد شهود العيان مفضلاً عدم ذكر اسمه: “سمعنا دوي انفجارات مروعة في الحي، وشاهدنا أعمدة الدخان تتصاعد، وعلمنا أن عدداً من أفراد العائلة قد استشهدوا على الفور.”
• صرّح مسؤول في الخدمات الطبية بمستشفى الشفاء: “نتلقى أعداداً كبيرة من الإصابات بجروح خطيرة ومهددة للحياة. الوضع يفوق طاقة الطواقم الطبية والعناصر البرية العاملة في الميدان.”
• عبّر عضو في إحدى المنظمات الحقوقية المحلية عن قلقه قائلاً: “هذه الغارات على المناطق السكنية لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف، ويجب محاسبة المسؤولين عنها وفق القانون الدولي.”
كما أسفر قصف إسرائيلي على منزل في منطقة جباليا النزلة شمال القطاع، عن مقتل 3 فلسطينيين.
وتزامن ذلك مع قصف مدفعي عنيف ومتواصل على المناطق الشرقية لمدينة غزة، طال أحياء الزيتون والشجاعية والشعف والتفاح، إلى جانب إطلاق نار من مروحيات إسرائيلية تجاه تلك المناطق، وفق ما أفاد مراسل الأناضول.
وفي وسط القطاع، قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي أطراف مخيم البريج، ومنطقة الدعوة شمال شرق مخيم النصيرات، دون تسجيل إصابات.
أما في الجنوب، فأفادت مصادر طبية بمقتل فلسطيني متأثراً بجراحه جراء قصف سابق استهدف بلدة خزاعة شرق خان يونس، فيما أُصيب اثنان جراء استهداف مركب صيد قبالة سواحل المواصي غرب المدينة.
وشهدت بلدة الفخاري شرق خان يونس قصفاً جويًا استهدف منزلاً في حي العمور، تزامنًا مع قصف مدفعي على حي المنارة جنوب المدينة.
وفي رفح، يواصل الجيش الإسرائيلي نسف مبانٍ سكنية وسط إطلاق نار من الطيران المروحي في أجواء المدينة، بحسب مراسل الأناضول.
والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 51 ألف قتيل و116 ألفا و343 مصابا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وذكرت أن “حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس (آذار) 2025 بلغت 1630 شهيدا، و4.302 مصابا”.
ومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
وكثفت إسرائيل منذ 18 مارس الماضي جرائم الإبادة بغزة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين.