أخبار العالم

تصاعد التوتر في إسرائيل بسبب اعتقال عميل في جهاز الشاباك وتأثيراته السياسية

ارتفعت حدة التوترات داخل الحكومة الإسرائيلية بعد اعتقال عميل في جهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، حيث اتهم وزراء إسرائيليون رئيس الجهاز، رونين بار، بأنه يعمل على تقويض الحكومة من خلال التحقيقات السياسية.

تم إلقاء القبض على العميل المشتبه به في الأسبوع الماضي، حيث وجهت إليه تهم تتعلق بتسريب معلومات سرية إلى جهات غير مصرح لها، في وقت حساس تشهد فيه إسرائيل أزمة أمنية.

أوضحت الشرطة أن العميل الذي تم اعتقاله استغل منصبه في جهاز “الشاباك” لتمرير معلومات سرية إلى أطراف غير مخولة بذلك في مناسبات عدة.

أسهم هذا الاعتقال في تعميق الخلافات القائمة بين رئيس الجهاز ورجال الحكومة، خاصة بعد أن أعلن بار عن عزمه الاستقالة في الأسابيع المقبلة.

أكدت التحقيقات التي أُجريت في الجهاز على تزايد تسريبات المعلومات السرية في الآونة الأخيرة، حيث ذكر “الشاباك” أنه تم التحقيق في أكثر من 20 قضية تسريب من قبل موظفي الجهاز،

خصوصًا في ظل الحرب الأخيرة في غزة. أكد جهاز الشاباك أيضًا أنه سيتابع الإجراءات القانونية ضد جميع من يثبت تورطهم في تسريب المعلومات.

أثار اعتقال العميل والمزاعم المتعلقة بتسريبات معلومات مشاعر متباينة داخل الحكومة، حيث اتهم البعض بار بفتح تحقيقات ذات دوافع سياسية بهدف تشويه سمعة الحكومة.

في الوقت ذاته، استمرت القضايا المتعلقة بتسريب المعلومات السرية في تصعيد الموقف، خاصة قضية “قطر غيت”، التي أثارت جدلًا واسعًا بسبب تورط شخصيات مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

كشف المحامون الذين يمثلون العميل المشتبه به أن المعلومات التي تم تسريبها كانت ذات أهمية عامة، لكنها لم تشكل تهديدًا للسلامة العامة.

كما أشاروا إلى أن المعلومات قد تكون ذات صلة بتوضيح أكثر دقة لأحداث اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، حيث كان الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص.

علق وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على الاعتقال، معتبرًا أنه يمثل “انقلابًا حقيقيًا”، حيث اتهم بار باستخدام أدوات جهاز “الشاباك” كأدوات للانتقام من السياسيين والصحفيين.

في نفس السياق، صوتت الحكومة على إقالة بار في الشهر الماضي، إلا أن المحكمة العليا علقت القرار بعد أن أعلنت النيابة العامة أنه لا يمكن اتخاذ قرار الإقالة دون موافقة لجنة خاصة.

صوّر حزب الليكود، الذي يقوده نتنياهو، العميل المشتبه به كمُبلّغ عن المخالفات، حيث أكد أن بار حول أجزاء من جهاز الشاباك إلى ميليشيا تابعة للدولة العميقة.

من جهة أخرى، دافع زعيم المعارضة يائير لابيد عن بار، مشيرًا إلى أن الهجمات عليه تمثل “مذبحة خطيرة” للمحققين الذين يسعون لحماية أمن الدولة.

ارتبطت الهجمات على بار بمحاولة إقالته، حيث ربط العديد من المنتقدين هذه المحاولة بشكل مباشر مع قضية “قطر غيت”.

زعم العديد من النقاد أن نتنياهو يسعى إلى الإطاحة برئيس جهاز “الشاباك” في محاولة للتهرب من تداعيات القضية التي أثارت الشكوك حول علاقاته مع قطر.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى