الاحتلال الإسرائيلي يتسلم 30 ألف ذخيرة جوية أمريكية للتصعيد ضد غزة

نوه تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن القوات الجوية التابعة للاحتلال بدأت فعليًا استعداداتها لاستقبال دفعة ضخمة من الذخائر الجوية قادمة من الولايات المتحدة تضم ما يزيد عن 3 آلاف قطعة متنوعة من الذخائر المتطورة
وأكد التقرير أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة عسكرية موسعة تهدف إلى تعزيز العمليات الجوية في قطاع غزة وتوسيع نطاق التصعيد المحتمل شرقًا في اتجاهات متعددة
أوضح التقرير أن هذه الشحنة التي تمت الموافقة عليها من قبل الإدارة الأمريكية ستعزز جاهزية سلاح الجو للاحتلال بشكل كبير وستكون جزءًا من تحضيرات موسعة لعمليات ميدانية تُخطط لها القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال
وقال إن الذخائر التي ستصل قريبًا تمثل شحنة مركزة تستهدف مواصلة العمليات في القطاع دون توقف خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية لأكثر من عام ونصف على جبهات متعددة
أشار التقرير إلى أن مجموع الذخائر التي سيتم تسليمها خلال الفترة القادمة يتجاوز 13 ألف وحدة من أنظمة التوجيه الدقيقة تشمل ما يقارب 17,475 قنبلة مزوّدة بصواعق متطورة من نوع FMU-152A/B وقال إن هذه الكمية الضخمة تأتي لتعويض النقص الحاد في المخزون العسكري الناتج عن الاستخدام المكثف في الحرب على غزة وفي أماكن أخرى
أعلن مصدر مطلع أن الدفعة الجديدة من الذخائر تضم كذلك 2166 قنبلة موجهة من طراز AGM-114 Hellfire التي تُستخدم في تنفيذ ضربات دقيقة واستهداف مواقع محددة بدقة عالية وأضاف أن من بين المشتريات 2166 قنبلة موجهة من نوع GBU-39 عالية الدقة وأن هذه الصفقات تمول بالكامل من أموال الدعم العسكري الأمريكي المخصص للاحتلال
أكد التقرير أن صفقة الذخائر الجديدة ليست الوحيدة ضمن الاتفاقات الموقعة بين الجانبين بل تأتي في سياق صفقة أكبر تمت الموافقة عليها في يناير من العام الماضي بلغت قيمتها الإجمالية نحو 8 مليارات دولار واستكمل بالقول إن الإدارة الأمريكية كانت قد علّقت جزءًا من هذه الصفقة سابقًا قبل أن تعود وتُفعّلها مجددًا عبر إجراءات إدارية تتيح الاستئناف السريع لتوريد الأسلحة
أوضح التقرير أن الإدارة الأمريكية صادقت في فبراير الماضي على بيع ذخائر ومعدات موجهة بقيمة وصلت إلى 7.41 مليارات دولار وذلك في إطار اتفاقات شاملة تتضمن بيع أكثر من 3000 صاروخ من طراز Hellfire تقدر تكلفتها بنحو 660 مليون دولار وأفاد بأن وزارة الدفاع الأمريكية أشعرت الكونغرس رسميًا بإتمام الإجراءات الخاصة بالموافقة على الصفقات خلال الأشهر الماضية
أفاد التقرير أن صواريخ Hellfire من المقرر أن يبدأ تسليمها عام 2028 بينما الذخائر الأخرى ستبدأ بالوصول تدريجيًا اعتبارًا من عام 2025 وأضاف أن تنفيذ هذه الصفقات يتم من خلال مزيج من الموارد الموجودة في المخزون العسكري الأمريكي ومن إنتاج شركات أمريكية كبرى مثل “بوينغ” و“لوكهيد مارتن” و“L3Harris”
استرسل التقرير في شرح تفاصيل الصفقة مشيرًا إلى أن عدد أنظمة التوجيه من نوع JDAM التي ستزود بها القنابل يصل إلى نحو 13,000 نظام تستخدم في تحويل القنابل التقليدية إلى أسلحة دقيقة قادرة على إصابة أهدافها في مختلف الظروف الجوية وأضاف أن هذه الأنظمة تساعد في تنفيذ عمليات جوية معقدة بأقل هامش خطأ ممكن
قال التقرير إن الجهات العسكرية التي أعدت لهذه الصفقات ركزت على تزويد جيش الاحتلال بأسلحة دقيقة تعزز قدرته على تنفيذ المهام الميدانية مع تقليل الحاجة إلى عمليات برية مكلفة وأكد أن رفع جاهزية سلاح الجو يمثل هدفًا رئيسيًا في هذه المرحلة التي توصف بأنها من أكثر مراحل النزاع تصعيدًا خلال العقدين الأخيرين
لفت التقرير إلى أن صفقة الصواريخ والقنابل الجديدة تمت عبر قنوات رسمية أمريكية دون الحاجة إلى تأخير تشريعي كبير وتم تأكيد الصفقة من قبل وكالة التعاون الأمني الدفاعي في البنتاغون التي رفعت الوثائق الخاصة بالموافقة إلى الكونغرس خلال الربع الأول من العام الحالي
استدرك التقرير موضحًا أن الجانب الأمريكي يرى أن هذه الصفقات تدخل في إطار الحفاظ على ما يعتبرونه “قدرة دفاعية” للاحتلال دون الإخلال بما يصفونه بـ “ميزان القوى الإقليمي” في منطقة الشرق الأوسط وأردف أن هذا المنطق يتكرر دائمًا في الملفات المرتبطة بتسليح الاحتلال رغم ما يشهده قطاع غزة من دمار متواصل وخسائر بشرية كبيرة
زعم التقرير أن الهدف من التوريدات الجديدة يتجاوز تجديد الذخائر فحسب بل يمتد إلى تمكين الاحتلال من خوض جولات قتال جديدة تتطلب تجهيزات فائقة وأدوات هجومية عالية الدقة من شأنها حسم المعارك في فترات زمنية قصيرة واسترسل في القول إن هذا النوع من الدعم يعتبر مؤشراً واضحًا على طبيعة المرحلة القادمة في النزاع والتي يتوقع أن تكون أشد كثافة وأوسع نطاقًا
أجاب التقرير عن تساؤلات بشأن أسباب توقيت الشحنة بأن الخطط العسكرية الراهنة تعتمد على تسريع الجاهزية القتالية وتوسيع مدى العمليات الهجومية وأن هذا التوقيت يمثل لحظة حاسمة في تحضيرات ميدانية تتعلق بما يسمى حسم المعركة في قطاع غزة واستهداف مواقع إيرانية محتملة مستقبلاً
أضاف التقرير أن القنابل التي سيتم تسليمها تستخدم تكنولوجيا متطورة تعتمد على نظم توجيه فضائي دقيقة مما يمنح القدرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى ويقلل من الحاجة إلى تدخل مباشر من القوات البرية وأكد أن هذه الأسلحة تمثل مكونًا رئيسيًا في استراتيجية الاحتلال التي تسعى إلى تقليل الخسائر البشرية في صفوفها وزيادة فعالية الاستهداف الجوي
نفى التقرير أن تكون هذه الصفقة ناتجة عن ضغوط داخلية بل أكد أنها جزء من خطة تسليح استراتيجية تمت بلورتها على مدار عامين كاملين عبر مشاورات متواصلة بين جهات عسكرية وصناعية في البلدين وقال إن التوريد سيتم وفق جدول زمني محدد تمت الموافقة عليه مسبقًا
أشار التقرير إلى أن حجم الإنفاق العسكري المرتبط بهذه الصفقة يعكس حجم الاهتمام الأمريكي بالحفاظ على تفوق الاحتلال الجوي في المنطقة ولفت إلى أن قيمة صفقة القنابل الموجهة فقط بلغت نحو 6.75 مليارات دولار في إطار حزمة تسليحية أوسع تشمل مكونات متنوعة تستخدم في العمليات الجوية
أردف التقرير أن الاحتلال يستفيد من المعونة العسكرية الأمريكية السنوية في تمويل هذه الصفقات بالكامل دون الحاجة إلى تخصيص موازنات داخلية جديدة وقال إن الدعم الأمريكي يشمل التدريب ونقل التكنولوجيا والصيانة الميدانية ما يعزز قدرة الاحتلال على الحفاظ على جاهزيته القتالية طوال الوقت
اختتم التقرير بالإشارة إلى أن وصول هذه الكميات الهائلة من الذخائر سيفتح مرحلة جديدة من التصعيد غير المسبوق في قطاع غزة وأن الأسابيع المقبلة قد تشهد تغييرًا نوعيًا في طبيعة الهجمات الجوية مؤكداً أن المؤشرات تشير إلى رغبة الاحتلال في استخدام هذه الأسلحة ضمن خطة حربية تتضمن عمليات دقيقة وموسعة في عمق القطاع