تظاهرة أمام منزل رئيس الوفد المفاوض للمطالبة بصفقة تبادل أسرى في غزة

شهدت مدينة القدس، يوم الأربعاء، تظاهرة حاشدة أمام منزل وزير الشؤون الإستراتيجية ورئيس الوفد المفاوض، رون ديرمر، وذلك للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية لتبادل الأسرى المحتجزين في غزة.
خلال التظاهرة، اتهم المحتجون الوزير ديرمر، المقرّب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتعطيل المفاوضات وإعاقة التوصل إلى صفقة من شأنها إنهاء معاناة الأسرى وعائلاتهم على حد وصفهم.
من جانبه، عبّر عدد من المسؤولين السابقين عن ضرورة الإسراع في إبرام اتفاق لتبادل الأسرى، مؤكّدين أنّ الخطوات الدبلوماسية الجادة قد تسهم في تحقيق الانفراجة المطلوبة وتهدئة الأوضاع بين الجانبين.
“لقد طال الانتظار كثيرًا، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تتحمّل مسؤولياتها وتتخذ خطوات حاسمة لإعادة أبنائنا وتأمين عودتهم بسلام”، قال أحد المتظاهرين المشاركين في الوقفة الاحتجاجية.
وأكّد متظاهر آخر: “نحن هنا للضغط على الوزير ديرمر، كي يدرك حجم المعاناة النفسية والاجتماعية التي نعيشها يوميًا في انتظار نتائج هذه المفاوضات”.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: “تم تنظيم تظاهرة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة أمام منزل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في القدس صباح الأربعاء، واتهموه بتأخير صفقة الرهائن ومفاقمة معاناتهم في الأسر”.
وأضافت: “هتف المتظاهرون: هذه ليست قيادة، هذه خيانة”، مطالبين إياه “بإظهار الشجاعة وإعادة جميع الرهائن”.
ونقلت الصحيفة عن نعوم دان التي تم أسر عدد من أفراد عائلتها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قولها، إن “ديرمر لا يريد إعادة الرهائن، ويحرص على إحباط أي فرصة لإنقاذهم”.
وأضافت: “كنا نعتقد أن الرهائن درع بشري للسنوار (الزعيم السابق لحركة “حماس” يحيى السنوار)، لكننا اليوم نفهم أنهم درع بشري لنتنياهو”.
وتابعت دان: “لماذا نتوسل إليك لإعادة أحبائنا إلى ديارهم؟ لماذا تلتزم الصمت رغم قدرتك على اتخاذ القرار؟”.
ومن جهتها، قالت إيلانا غريتسفسكي، التي تم أسر شريكها ماتان تسينغاوكر في غزة لإذاعة الجيش الإسرائيلي: “متى ستُجيبنا الحكومة عن كيفية إعادة المختطفين؟ لماذا علي أن أتوسل إلى ديرمر لأحصل على لقاء؟ فلينظروا إلي مباشرةً، أريد فقط إجابات”.
وتم توجيه الانتقاد لديرمر بتجنب الاجتماع مع عائلات الأسرى لاطلاعهم على سير المفاوضات.
ومن جهة ثانية نقلت صحيفة “هآرتس”، الأربعاء، عن مصادر مقربة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن ” إسرائيل لم تتلقَّ ردًا رسميًا من حماس بشأن مقترحها لصفقة أسرى”.
وفي هذا الصدد قال عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” الوزير زئيف إلكين لإذاعة الجيش الإسرائيلي: “لا أعلم إن كان قد ورد رد رسمي من حماس. يجب زيادة عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، وذلك من خلال الضغط العسكري والسياسي”.
وتجري مصر وقطر محاولات حثيثة في محاولة لإبرام اتفاق بين إسرائيل و”حماس” بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي 18 مارس/ آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني 2025، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة وأغلقت معابره ومنعت دخول المساعدات إليه، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.