شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن، الثلاثاء، مظاهرة حاشدة نظمها نشطاء أمام المقر الرئيسي لإدارة الهجرة والجمارك الأمريكية، للمطالبة بالإفراج الفوري عن الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي تم اعتقاله على خلفية مشاركته في فعاليات تضامنية مع فلسطين في جامعة كولومبيا.

تجمّع المحتجون في ساحة كبيرة قرب المبنى، حاملين لافتات تُندد باعتقال خليل، ومرددين هتافات تطالب بالحرية له، إذ اعتبروه ضحية للتضييق على حرية التعبير. كما رفعوا شعارات أخرى من قبيل: “غزة لستِ وحدك”، في إشارة إلى تضامنهم الواسع مع القضايا الفلسطينية. ويؤكد النشطاء والمنظمون أن اعتقال خليل ما هو إلا استمرار لسياسات التمييز التي يتعرض لها الطلاب المنخرطون في حركات داعمة للشعب الفلسطيني داخل المؤسسات التعليمية الأمريكية.

في حين أثارت حادثة الاعتقال قلقًا كبيرًا داخل الأوساط الحقوقية التي دانت تصاعد القيود على حرية التعبير، طالب ممثلون عن منظمات مجتمع مدني بضرورة مراجعة سجل الاعتقالات ذات الطابع السياسي، وضمان توفير محاكمة عادلة وشفافة للناشط الفلسطيني محمود خليل.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ولافتات كُتب عليها “أفرجوا عن محمود خليل”، و”ترامب، أبعد يديك عن طلابنا” و”أوقفوا القمع” و”أوقفوا جميع أشكال الدعم الأمريكي لإسرائيل”.

وفي 9 مارس/ آذار الماضي، اعتقلت السلطات الأمريكية الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي قاد احتجاجات تضامنية بجامعة كولومبيا العام الماضي، تنديدا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.

وفي 25 مارس الماضي، اعتقلت السلطات الأمريكية طالبة الدكتوراه التركية رميساء أوزتورك.

والاثنين، تم اعتقال الطالب الفلسطيني في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك محسن المهداوي، وذلك أثناء مراجعته لمكتب الهجرة من أجل إجراءات الحصول على الجنسية الأمريكية.

وتأتي الاعتقالات في إطار حملة أطلقتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لقمع الطلاب والأكاديميين المؤيدين للفلسطينيين، وترحيلهم.

وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قال إن بلاده ألغت تأشيرات أكثر من 300 طالب أجنبي وصفهم بأنهم “مؤيدون لحماس” و”مجانين” (ضد إسرائيل).

وانتشرت الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والتي بدأت في جامعة كولومبيا إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

وبدعم أمريكي مطلق، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ارتكاب إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن نحو 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.