أخبار العالمترجمات

صحيفة لوموند : القوات شبه العسكرية السودانية تسيطر على مخيم زمزم وسط تصاعد النزاع في دارفور

أعلنت قوات الدعم السريع (القوات شبه العسكرية) سيطرتها على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، أحد أكبر المخيمات في المنطقة، والذي يأوي أكثر من 500,000 لاجئ وفقاً للأمم المتحدة. يأتي هذا التحرك في وقت تتصاعد فيه حدة القتال في مختلف أنحاء الإقليم، وسط تنامي المخاوف الدولية من كارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة الملايين.

تؤكد قوات الدعم السريع أن هدفها من السيطرة على المخيم هو الحفاظ على أمن النازحين والعاملين في المجال الطبي واستقبال قوافل المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، تتزامن هذه التطورات مع تزايد عمليات النزوح الجماعي من المخيم والمناطق المجاورة جراء اشتداد القصف وامتداد المعارك إلى أنحاء إقليم دارفور المنكوب بالصراع المستمر منذ قرابة ثلاثة أعوام.

يذكر أن التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تفجر في صراع دامٍ أودى بحياة عشرات الآلاف، كما أجبر ما يفوق 12 مليون مواطن على النزوح داخل البلاد وخارجها. تلقي المنظمات الدولية والإقليمية باللوم على طرفي النزاع، متهمةً إياهما بارتكاب انتهاكات جسيمة تسببت في أوضاع إنسانية حادة، صنفتها الأمم المتحدة بأنها إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في الآونة الأخيرة.

في الأسابيع القليلة الماضية، اشتدت المعارك حول مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تحاول قوات الدعم السريع الالتفاف حول آخر مواقع الجيش في المدينة التي تضم نحو مليوني نسمة. وفي حين أعلنت الأمم المتحدة خشيتها من سقوط أكثر من 100 ضحية إثر عمليات عسكرية أخيرة، تشير تقارير مختلفة إلى صعوبة تقييم حجم الخسائر في مخيم زمزم نتيجة انقطاع الاتصالات وخدمات الإنترنت.

شهدت الأيام الأخيرة سيطرة الجيش على بلدة أم كدادة شرق الفاشر، فيما أفاد متطوعون محليون بمقتل العشرات خلال هجمات نُسبت إلى القوات شبه العسكرية. وتضاعف هذه الهجمات من مأساة السكان المدنيين الذين يفرون من مناطق القتال بحثاً عن الأمان، حيث يترك بعضهم منازله للمرة الثانية أو الثالثة في غضون أشهر قليلة، ويقيمون حالياً تحت الأشجار في بلدات أنقذتهم مؤقتاً من ويلات الحرب.

المتحدث باسم قوات الدعم السريع
“سيطرنا على مخيم زمزم لحماية المدنيين والعاملين في المجال الطبي، ونحن مستعدون لاستقبال قوافل المساعدات الإنسانية.”

أماني الطيب داود، نازحة من مخيم زمزم
“هربنا من القصف والجوع بعد نفاد الطعام. الآن نحن نعيش تحت شجرة.”

عبد الله آدم، نازح آخر
“اضطررت للمشي ثلاثة أيام للوصول إلى مكان آمن. خوف القصف والجوع دفعني للرحيل بعد أن انقطعت إمدادات الغذاء.”

المصدر. صحيفة لوموند

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى