مصر

الهجمات الإسرائيلية تُدمّر مستشفيات غزة وتعرقل تقديم الرعاية الطبية في القطاع المحاصر

أوضحت منظمة الصحة العالمية أن الوضع الصحي في قطاع غزة أصبح “يفوق الوصف” نتيجة الهجمات المستمرة التي تتعرض لها المنشآت الطبية.

تعرضت العديد من المستشفيات لعدة غارات جوية أسفرت عن تدمير معدات طبية هامة، مما يزيد من صعوبة تقديم الرعاية الصحية للجرحى والمصابين.

أكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت هاريس، أن غزة تواجه هجومًا متكررًا على المستشفيات والعاملين في المجال الصحي.

أشارت إلى أن الإمدادات الطبية أصبحت نادرة للغاية بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، مما يزيد من معاناة السكان الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.

ذكر العاملون في المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة أن الغارة الجوية الإسرائيلية دمرت مختبر المستشفى وتسببت في أضرار كبيرة بغرفة الطوارئ، مما أدى إلى توقف بعض الأجهزة الطبية الحيوية.

استمر العمل على نقل 50 مريضًا إلى مستشفيات أخرى، بينما تعذر نقل 40 مريضًا في حالة حرجة، وفقًا للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية.

أوضحت منظمة الصحة العالمية أن المستشفى الأهلي كان يعد أحد المستشفيات الرئيسية في شمال غزة لعلاج الإصابات البالغة، حيث كان يحتوي على جهاز الأشعة المقطعية الوحيد في المنطقة.

أكدت المنظمة أن مثل هذه الهجمات على المنشآت الطبية تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي الذي يوجب حماية المستشفيات والعاملين في المجال الطبي.

أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية من جانبها أن الهجوم استهدف “مركز قيادة وتحكم” تابع لحركة حماس، وأنه لم يكن هناك أي نشاط طبي في المبنى المستهدف.

أضافت الوزارة أنها قدمت للعاملين في المستشفى إنذارًا مبكرًا قبل تنفيذ الغارة، مما سمح لهم بإخلاء المبنى دون وقوع إصابات مباشرة.

ذكرت مصادر محلية أن الهجوم أسفر عن وفاة طفل نتيجة توقف أجهزة العناية في المستشفى أثناء عملية الإخلاء السريعة.

وقد دعت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة وقف الهجمات على المنشآت الصحية التي تقدم خدمات حيوية للمدنيين في غزة، محذرة من أن استمرار الهجمات سيؤدي إلى المزيد من الخسائر في الأرواح.

نبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من نقص حاد في الإمدادات الطبية في قطاع غزة، مؤكدة أن هذا النقص يهدد حياة الكثير من المرضى والمصابين.

أشار ممثل منظمة الصحة العالمية إلى أن عمليات نقل الإمدادات من جنوب إلى شمال القطاع قد توقفت بسبب القيود الإسرائيلية، مما يعوق قدرة المستشفيات على توفير الرعاية اللازمة.

أفادت التقارير أن الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أكثر من ستة أسابيع قد أدى إلى توقف تدفق شحنات المساعدات الإنسانية والمواد الطبية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في القطاع.

أكدت منظمة الصحة العالمية أن المستشفيات في غزة لم تعد قادرة على استيعاب أعداد المرضى المتزايدة بسبب استمرار الهجمات.

أشار مجلس أساقفة كنيسة إنجلترا إلى أن الهجوم على المستشفى الأهلي المعمداني يعد مثالًا على تحول المستشفيات إلى ساحات للقتال، داعيًا إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف حول الهجوم.

نوه البيان إلى أن تقليص الوقت المخصص لإخلاء المستشفى يشكل تهديدًا إضافيًا للحقوق الإنسانية في غزة.

في الوقت نفسه، استمر العدوان الإسرائيلي على غزة منذ الهجوم غير المسبوق في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50,000 شخص من الفلسطينيين، بالإضافة إلى أكثر من 1200 قتيل إسرائيلي واحتجاز 251 رهينة من قبل حركة حماس.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى