اعتقال طالب فلسطيني في الولايات المتحدة يثير جدلًا واسعًا حول حرية التعبير

اعتقلت السلطات الأمريكية الطالب الفلسطيني في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، محسن المهداوي، أثناء وجوده في مكتب الهجرة بولاية فيرمونت لاستكمال المرحلة الأخيرة من إجراءات الحصول على الجنسية الأمريكية.

شهدت القضية تسليطًا كبيرًا من وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية على خلفية مواقف المهداوي المؤيدة لقطاع غزة وتعبيره العلني عن رفضه للعدوان الإسرائيلي هناك. ومنذ عشر سنوات، يقيم المهداوي في الولايات المتحدة بصفة قانونية حيث كان يأمل في المضي قدمًا نحو الحصول على الجنسية وتتويج مسيرته الأكاديمية.

خلال عملية مراجعة البيانات في مكتب الهجرة، تم احتجاز المهداوي دون سابق إنذار، ما أثار موجة غضب واستغراب في أوساط الجالية الفلسطينية وناشطي الحريات. ويأتي هذا التحرك الرسمي عقب أسابيع من تزايد الضغوط على الطلبة والنشطاء الذين يعبرون عن مواقفهم وتضامنهم مع غزة، وفقًا لتقارير إعلامية وحقوقية.

أوضحت محامية الطالب، لونا دروبي، في تصريح لشبكة “أيه بي إس” الأمريكية قائلة: “اعتقال موكلي جاء بطريقة مفاجئة ودون تقديم مبررات واضحة، ونحن نعمل حاليًا على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حريته وحقوقه”.

وأضافت دروبي: “هذه القضية تثير تساؤلات عدة حول مدى احترام حرية التعبير في الولايات المتحدة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بمواقف ذات طابع سياسي وإنساني”.

ويحمل المهداوي إقامة قانونية في الولايات المتحدة منذ 10 سنوات، وتم اعتقاله أثناء وجوده في مكتب الهجرة بولاية فيرمونت لإنهاء المرحلة الأخيرة من إجراءات الجنسية.

وأضافت دروبي أن اعتقال المهداوي أثناء إجراءات التجنيس يُعد غير قانوني ويمثل انتهاكاً لحقه في حرية التعبير الذي يكفله الدستور.

وجاء في طلب الطعن العاجل الذي قدمته دروبي إلى المحكمة الفيدرالية في منطقة فيرمونت، أن موكّلها انتقد علناً هجمات إسرائيل على غزة حتى مارس 2024، وكان ناشطاً ومنظماً في احتجاجات الطلبة داخل حرم جامعة كولومبيا، لكنه انسحب لاحقاً من المشاركة.

وجاء في العريضة المقدمة إلى المحكمة أن محسن المهداوي وُلِد ونشأ في الضفة الغربية، وقد دخل الولايات المتحدة عام 2014 بوضع قانوني، ومنذ ذلك الحين يحمل تصريح إقامة، كما أنه من المتوقع أن يتخرج من جامعة كولومبيا الشهر المقبل.

ومن ناحية أخرى، أفادت قناة “إن بي سي 5” الأمريكية أن قاضي المحكمة الفيدرالية في فيرمونت، ويليام سيشنز، أصدر الاثنين أمرا احترازياً يقضي بعدم ترحيل المهداوي خارج الولاية أو البلاد، وذلك بناءً على الطلب المقدَّم إلى المحكمة.

وفي 9 مارس الماضي، اعتقلت السلطات الأمريكية الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي قاد احتجاجات تضامنية بجامعة كولومبيا العام الماضي، تنديدا بالإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وانتشرت الاحتجاجات الداعمة لفلسطين، والتي بدأت في جامعة كولومبيا، لتشمل أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

وبدعم أمريكي مطلق، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ارتكاب إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن نحو 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.