ملفات وتقارير

أقسام الشرطة في مصر.. مصائد للأرواح ومسالخ تعذيب خارج القانون

في الآونة الأخيرة تحولت بعض أقسام الشرطة في مصر إلى بؤر تعذيب وقتل خارج إطار القانون، ما يعكس حجم المأساة التى يعيشها المصريون مع غياب المحاسبة والمسألة من قبل القانون ما يُضفى شرعية ممنهجة لتلك السلوكيات الخاطئة من قبل الشرطة المصرية والتعامل معها كحدث عابر وعلى المصريين أن يعتادوا تكراره.

فقد توفي المواطن الشاب “محمود محمد محمود أسعد” الشهير بـ ” محمود ميكا ” البالغ من العمر 26 عامًا بعد أيام من احتجازه داخل قسم شرطة الخليفة بمحافظة القاهرة في ظروف تثير شبهة التعذيب المفضي إلى الموت.

كان محمود قد تم القبض عليه يوم 5 مارس 2025 من الشارع أثناء تواجده مع والدته وشقيقته دون إذن قضائي أو مذكرة توقيف، وتم تلفيق قضية له تتعلق بالاتجار في المواد المخدرة، ليتم احتجازه داخل قسم الخليفة إلى أن لقي حتفه.

أكدت إحدى قريباته أن محمود بعد سجنه مُنع من الزيارة أو إدخال الطعام منذ يوم الخميس السابق لوفاته بحجة تأديبه بوضعه في زنزانة انفرادية بسبب مشكلة داخل الحجز، ورغم أن موعد عرضه على النيابة كان مقررًا؛ إلا أن القسم أنكر وجود أمر بإحضاره، ورفض خروجه في الموعد القانوني.

تواصلت أسرته مع القسم ليُطلب منهم بعدها الحضور إلى القسم بزعم أن محمود يرغب في رؤيتهم، ليُفاجؤوا عند وصولهم بأنه قد توفى بعد محاولات من ضباط القسم لإخفاء الحقيقة، وأجبرت والدته على توقيع استلام الجثة لكنها رفضت وأصرت على تشريح الجثة.

وقد أكد أحد أفراد الأسرة ممن عاين الجثمان أن آثار التعذيب كانت بادية بوضوح من كدمات وإصابات بليغة.

تعذيب وقتل بلا جريرة

وقد كشفت أيضا الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، وفاة مواطن الشاب محمود داخل قسم شرطة الخليفة، بعد أيام قليلة من القبض عليه، وسط اتهامات لأفراد الشرطة بتعذيبه حتى الموت.

وانتشر مقطع فيديو متداول للشاب وعلى جسده آثار تعذيب، ما اعتبر ترجيحاً لفرضية تعرضه لانتهاكات داخل مقرّ احتجازه أدت إلى وفاته.

لم يكن مقتل هذا الشاب إثر التعذيب في قسم شرطة الخليفة الحالة الأولى من هذا النمط في القتل خارج القانون بواسطة التعذيب والضرب المبرح في أقسام الشرطة، بل إن هذه الحوادث تكررت كثيرا، ومات الكثيرون أثناء تواجدهم داخل تلك الأقسام، مِمَّا يوضح مدى انتهاجية السلطة التنفيذية لهذا النمط في التعامل وإدارة مشاكل المواطنين الغير مُنتمين، فالقتل هنا ليس من أجل الاستهداف السياسي، بل يأتي القتل ضمن منهجية الاستعراض الأمني على أجساد المواطنين.

في تلك الحالات يقول خبراء إن التعذيب يقوم على مبدأ إثبات القوة كوسيلة للقهر وإحكام السيطرة وإبداء القوة العُليا على أجساد المُعذّبين. ومن ثمّ ترسيخ ثقافة الطاعة والخضوع للسلطة عن طريق استباحتها أجساد المواطنين الفقراء، غير المنتمين لذوي الطبقات العليا، والذين لا يملكون سوى أجسادهم لتكون هي عقابهم الوحيد من السلطة.

بيان غير مقنع

وقالت الداخلية في بيان إن حقيقة الواقعة تتمثل فى أن المذكور محبوس بقرار من النيابة العامة على ذمة قضية إتجار بالمواد المخدرة وبتاريخ 12 الجارى انتبابته حالة من الهياج حال تواجده بمحبسه وتعدى على عدد من النزلاء مما أدى إلى نشوب مشاجرة بينهم وتم نقله لغرفة حجز أخرى حيث إشتبك مع النزيل المتواجد بها وتم السيطرة عليه

وأضافت فى وقت لاحق شعر المذكور بحالة إعياء ونُقل للمستشفى لتلقى العلاج إلا أنه توفى ، تم إتخاذ الإجراءات القانونية والعرض على النيابة العامة فى حينه.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى