الاحتلال الإسرائيلي يواصل تدمير مستشفيات غزة واستهداف الطواقم الطبية دون توقف

شن الاحتلال الإسرائيلي هجمات متواصلة على البنية التحتية الصحية في قطاع غزة مستهدفا المستشفى المعمداني في شرق مدينة غزة للمرة الثانية بصاروخين دمروا قسمي الاستقبال والطوارئ بشكل كامل وأدى إلى خروج المستشفى من الخدمة تماما
واضطر المرضى والجرحى لافتراش الطرقات المحيطة بحثا عن مأوى آمن وسط غياب تام لأدنى مقومات الرعاية الطبية
أكدت منظمة أطباء بلا حدود تصاعد الاستهداف المباشر للمستشفيات في غزة بطريقة متكررة وعنيفة دون وجود أي مبرر قانوني أو إنساني لتلك الهجمات التي تنتهك بشكل واضح القوانين الدولية التي تحمي المرافق الطبية في مناطق النزاع المسلح
رصدت المنظمة مقتل 11 من أفراد طواقمها الطبية منذ استئناف الهجمات الأخيرة بينهم اثنان فقدوا حياتهم خلال أداء واجبهم في الميدان ما يعكس خطورة الوضع وتزايد التحديات أمام استمرار العمل الإنساني في ظل فقدان الأدوية والمستلزمات الجراحية الأساسية وتدهور الأوضاع داخل المستشفيات المتبقية
تعرضت فرق منظمة أطباء بلا حدود لأكثر من 41 هجوما مباشرًا من قبل جيش الاحتلال الأمر الذي أجبر المنظمة على إخلاء عشرات المواقع الطبية وإعادة توزيع طواقمها في محاولة للحد من الخسائر البشرية والاستمرار في تقديم الحد الأدنى من الدعم للجرحى والمصابين
رفضت المنظمة تبريرات الاحتلال التي تحاول تبرئة العمليات العسكرية من المسؤولية عن استهداف المرافق الطبية مشددة على أن تلك المزاعم لا تغير من حقيقة أن المستشفيات تعتبر منشآت محمية يجب عدم المساس بها بموجب القانون الإنساني الدولي
أشارت تقارير صادرة عن مكتب إعلام غزة إلى أن الاحتلال دمر أو أخرج من الخدمة 36 مستشفى عبر القصف أو الحرق أو التدمير الكلي ضمن سلسلة واسعة من الانتهاكات التي طالت قطاع الصحة بشكل غير مسبوق منذ بدء العدوان على القطاع
وصفت المنظمة ما جرى للنازحين والمرضى داخل المستشفى المعمداني بأنه يمثل حكما فعليا بالإعدام الجماعي في ظل انعدام الإمكانات الطبية وعدم توفر بدائل علاجية ووسط استمرار إغلاق المعابر منذ الثاني من مارس مما يفاقم الأزمة الصحية في كامل أرجاء القطاع
ناشدت منظمة أطباء بلا حدود المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والضغط من أجل إعادة إحياء اتفاق وقف إطلاق النار بشكل دائم يضمن حماية المدنيين واستعادة إمكانية تقديم المساعدات الطبية العاجلة قبل أن تنهار المنظومة الصحية بشكل كامل
أوضحت المنظمة أن قطاع غزة بات منطقة مغلقة لا يتوفر فيها أي مكان آمن وأن الانتهاكات المستمرة تشير إلى سياسة ممنهجة تقوم على معاقبة السكان بشكل جماعي وفق استراتيجية عسكرية لا تراعي أي اعتبارات إنسانية أو قانونية
أكدت المنظمة أن ما يجري هو تدمير متعمد لمظاهر الحياة كافة داخل غزة من مدارس ومستشفيات وبنية تحتية بما يعكس عقلية انتقامية تهدف إلى شل كل مظاهر الصمود لدى السكان المدنيين وتجريدهم من أي مقومات للبقاء