
:
في البداية أعلن أنني كنت ولا زلتُ اتفق مع سياسة الرئيس في الإستعانة بـ صندوق النقد الدولي، لأنه من وجهة نظري .. الأقدر على إصلاح الإقتصاد المصري المريض، وما استعراض بعض المعارضين سواء من الإقتصاديين الأكاديميين أو رجال الأعمال المصريين، من إعلان رفضهم لسياسة الصندوق، إلا هراء لبضعة يدعون كمال أجسامهم، وهم في ذات الوقت منشغلون بأمراضهم المزمنة،
فباتوا يدعون ما ليس فيهم وينكرون واقعهم.
فالحقيقة أن علم الإقتصاد في مصر محدود، والخبرة تكاد تكون منعدمة، وما ثبات غالبية رجال الأعمال من دون تعثر أو إفلاس، إلا دليل على أننا لازلنا في مناخ إقتصادي مريض، وليس العكس، فالسبب يرجع إلى منظومة فساد لازالت متشعبة في الدولة، كانتشار الخلايا الخبيثة في الجسد العليل.
ذلك لأن غالبية المصريين لا يبحثون إلا عن مصالحهم الشخصية فقط، لأنهم ترعرعوا في ظل ثقافة الأنانية، وهي المنتشرة في الوقت الحالي، مع فقر عام في الخبرة، والعلم، والمعرفة.
وقد كان السيسي جريئاً في توجهه إلى صندوق النقد الدولي، وقد كان أكثر جرأة عندما رفع الدعم بشكل تدريجي، وهي خطوات لا أعتقد أن أياً من كان في سدة الحكم، قادرُ على إتخاذها أو تحقيقها.
وقد كان السيسي جريئاً أيضاً فيما اتخذه من قرارات تجاه الإستثمار في مناطق كانت محظورة كمنطقة راس الحكمة وغيرها.
إن ما قام به عبدالفتاح السيسي خطوات كانت لازمة للوصول إلى إقتصاد حقيقي يعتمد على السوق الحر من دون تدخل الدولة.
وحيث أن مصر قد أقبلت ووافقت على الإصلاح الإقتصادي، الذي رسمه صندوق النقد الدولي فإنها لا يصح أن تتراجع الآن عن أي خطوة من خطوات الإصلاح تلك، أياً ما كان الثمن، ومن الخطأ أن تُفَرمِل قطار الإصلاح تحسباً لغضب هنا أو هناك.
إلى السيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسي
عليك أن تستكمل مشوار الإصلاح الإقتصادي الذي بدأته، من دون تردد أو تراجع، مع أنك ستجد معوقات داخلية بكل تأكيد.
بيد أنك قد بدأت المشوار، فلا يوقف طريقك أي إعتراض على زيادة الأسعار ولا إعتراض على إستبعاد الجيش من الإقتصاد، ولا إعتراض على تحرير سعر الصرف.
لقد بدأت خطوات في طريق السير على الأشواك لأجل مصر، وما كان غيرك يستطيع خطاها، ولا أرى انك قد اتخذتها لمجد شخصي، وإنما لصالح مصر فقط.
فاعلم إذاً أن التراجع أو فرملة قطار الإصلاح، ليس من الصواب أبداً، وقد صبر الشعب المصري معك، وهو مستعد للصبر أكثر من ذلك.
فالمصريون ليسوا بفقراء، لأنهم شعب قد إدخر في خزائن منازله، ما لم يدخره في البنوك أو المصارف، وادخاره هذا سيمنحه الطاقة للإستمرار في طريق الإصلاح.
وتاريخ المصريين يدل على أنهم أكثر الشعوب صبراً وجلداً من أي شعب آخر، لقد تحمل المصريون مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر القحط والجوع، فكيف لهم لا يتحملون الآن غلاء الأسعار.
إن كلمات بسيطة منكم للمصريين ستجعلهم يصبرون ويصبرون، لأنهم يعلمون جيداً، أن النهاية ستكون صحية لهم ولأجيال أخرى من بعدهم.
وعلى الله قصد السبيل