ثقافة وتاريخ

دار الإفتاء توضح كيفية تطهير رائد الفضاء لأداء الصلاة في الفضاء

عند الحديث عن كيفية تطهير رائد الفضاء لأداء الصلاة في الفضاء الخارجي، يتعين مراعاة حالته وبيئته المختلفة عن الأرض، إذ يواجه تحديات متعلقة بقوانين الفيزياء الطبيعية المفقودة هناك، مثل الجاذبية التي تؤثر في حركة الماء والهواء. وهذه الحالة يمكن تلخيصها في ثلاث مراحل مختلفة.

أولاً، إذا توفر الماء بشكل فائض عن الحاجة: يتمكن رائد الفضاء من استعمال الماء لغسل أعضاء وضوئه، حيث يوجب عليه إمرار الماء على الأعضاء بغض النظر عن عدم جريان الماء أو انفصاله بسبب نقص الجاذبية.

العبرة تكمن في إيصال الماء إلى الأعضاء المغسولة، وهو ما يتوافق مع مذهب جمهور الفقهاء، بما فيهم المالكية والشافعية والحنابلة.

وقد أكد العلماء أنه يمكن تمرير الماء على الأعضاء بغض النظر عن انعدام تدفقه التلقائي، كما أوردت نصوص تشير إلى جواز هذا الفعل عندما يكون الماء في متناول اليد.

ثانيًا، عند وجود الماء غير الكافي لغمر الأعضاء أو تعذر سيلانه: في حال عدم قدرة رائد الفضاء على غمر أعضائه بالماء لعدم قدرته على جعل الماء يتدفق كما في الأرض، يُنصح بالتيمم.

إذا لم يكن الماء كافيًا أو كان من الصعب التعامل معه بسبب الخصائص الفيزيائية، يمكنه اللجوء إلى التيمم بضرب كفيه على سطح مادي مثل التراب أو الحجر، حيث يُمسح الوجه واليدين حتى المرفقين. وهذا يتفق مع الآية القرآنية المتعلقة بالتيمم في حال فقد الماء.

ثالثًا، إذا تعذر عليه التطهر بالماء أو التيمم: في حال عجز رائد الفضاء عن استعمال الماء أو إيجاد شيء للتيمم، يُسمح له بأداء الصلاة حسب حاله دون الحاجة للقيام بالطهارة، وتعتبر صلاته صحيحة من دون إعادة. وهذا يعدّ تيسيرًا له في ظروفه الخاصة.

إن التطهير في الفضاء يتطلب مراعاة للظروف الخاصة التي يمر بها رائد الفضاء. بينما يكون التطهر بالماء هو الخيار الأول في حال توفره، فإن التيمم يبقى البديل في الحالات التي تعجز فيها الإمكانيات المتاحة على الأرض.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى