تقارير إسرائيلية.. مصر ثاني أكبر مصدّر عربي لإسرائيل

كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن تصاعد ملحوظ في حجم الصادرات المصرية إلى إسرائيل خلال الفترة الممتدة من أكتوبر 2023 حتى فبراير 2025، ما جعل مصر ثاني أكبر دولة عربية تصدّر منتجات للاحتلال بعد الإمارات، وذلك في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة وتشديد الحصار المفروض عليه.
وبحسب بيانات الجهاز المركزي الإسرائيلي للإحصاء، صدّرت مصر 924 صنفًا من المنتجات محلية المنشأ، شملت مواد غذائية وزراعية ومنتجات بناء مثل الأسمنت والحديد والألومنيوم. وقد بلغ إجمالي قيمة هذه الصادرات نحو 743.2 مليون دولار، فيما تصدرت منتجات البناء والتشييد القائمة، وعلى رأسها الأسمنت بقيمة تجاوزت 223 مليون دولار.
وسجل شهر ديسمبر 2024 أعلى معدل لتصدير الأسمنت المصري لإسرائيل بقيمة 28.2 مليون دولار، في مقابل أقل من مليون دولار في نوفمبر 2023، مما يمثل قفزة بنسبة تزيد على 3200%. وقد أثارت هذه الزيادة تساؤلات فلسطينية ودولية حول ما إذا كانت هذه المواد تُستخدم في ترميم ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في غزة.
وفي المرتبة الثانية من حيث حجم الصادرات جاءت المنتجات الغذائية والمشروبات، بقيمة بلغت 121.4 مليون دولار، وشملت خضروات وفواكه، حبوب، سكريات، ومشروبات متنوعة، في وقت يعاني فيه سكان القطاع من أزمة غذاء حادة.
كما تضمنت الصادرات المصرية لإسرائيل مستحضرات طبية وملابس وألعاب أطفال وبلاستيك وورق وخشب، في ظل دعوات متزايدة لمقاطعة الاحتلال.
من جانب آخر، بلغت واردات مصر من إسرائيل نحو 466 مليون دولار خلال الفترة نفسها، توزعت على 165 صنفًا، شملت بشكل أساسي المواد الكيميائية، الأسمدة، ومنتجات النسيج، وسُجّل أعلى معدل للواردات في ديسمبر 2023.
ويرتبط جزء من هذا التبادل التجاري باتفاقية “الكويز” الموقعة بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة عام 2004، والتي تتيح للمنتجات المصرية دخول السوق الأميركية بدون جمارك بشرط احتوائها على مكونات إسرائيلية بنسبة لا تقل عن 10.5%.
وتأتي هذه الأرقام في وقت تُتهم فيه السلطات المصرية بفرض قيود مشددة على معبر رفح، تعيق إدخال المساعدات والأدوية إلى غزة، وهو ما وصفته منظمات حقوقية بـ”المشاركة في جريمة الحصار”.
وقد أثار التقرير موجة من الغضب الشعبي والنقاش الحاد على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عما إذا كانت هذه العلاقات الاقتصادية المتزايدة تُبرَّر في ظل العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني في غزة.