تسجيل لحظة وفاة مؤذن كفيف أثناء رفع إقامة صلاة العشاء بمطروح

شهدت إحدى القرى بمحافظة مطروح لحظة استثنائية بعد أن فارق المؤذن الكفيف حميدة صالح قاسم فهيد الحياة وهو يؤدي إقامة صلاة العشاء داخل مسجد الأنوار المحمدية الواقع ضمن نطاق إدارة الضبعة
وثق مقطع مرئي اللحظات الأخيرة للمؤذن البالغ من العمر ٦٥ عامًا وهو يقف موجهًا وجهه إلى القبلة يرفع صوته بنداء الإقامة ثم يسقط أرضًا أمام المصلين الذين هرعوا إليه دون جدوى بعد أن سكنت أنفاسه الأخيرة على سجاد المسجد
سجلت عدسات المصلين الموقف الذي وقع في تمام الساعة ٧:٤٥ مساءً حيث كان المؤذن يؤدي دوره المعتاد رغم كونه فاقدًا للبصر منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود متحاملًا على ظروفه الصحية ليؤدي نداء الصلاة كما اعتاد أهل القرية على سماعه يوميًا بصوته المميز
توافد أهالي الضبعة إلى المسجد بعد انتشار الفيديو على نطاق واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي والذين عبروا عن دهشتهم وتأثرهم بالمشهد واعتبروه لحظة وداع نادرة لا تتكرر كثيرًا في بيوت الله
أكدت الجهات المختصة في المنطقة أن المؤذن كان ملتزمًا بأداء مهامه منذ سنوات طويلة دون انقطاع رغم تقدمه في السن ومرضه المزمن الذي كان يتعايش معه دون أن يظهر معاناته لأي من المحيطين به
أنهى المؤذن يومه الأخير كما اعتاد أن يبدأه بين جدران المسجد الذي خدم فيه أكثر من ٤٠ عامًا تاركًا خلفه إرثًا من الإخلاص وروحًا محبة للعبادة اختارت أن ترحل وسط من أحبهم وفي المكان الذي تعلق به قلبه
نعى أهالي المنطقة المؤذن الراحل الذي عرف بينهم بحسن الخلق وصفاء الروح واستذكار صوته في الإقامة والذي كان يبعث الطمأنينة في النفوس مع كل نداء للصلاة
احتشد العشرات في جنازته التي أقيمت صباح اليوم التالي عقب صلاة الفجر وسط حالة من التأثر الشديد حيث سارع الجميع بالمشاركة في وداعه الأخير تقديرًا لمسيرته الطويلة في خدمة المسجد وأهله
شهدت مواقع التواصل تفاعلًا واسعًا مع الحادثة التي اعتبرها البعض علامة من علامات حسن الختام لمؤذن أمضى حياته في سبيل الدعوة وأداء الشعائر حتى آخر نفس
أنهى حميدة قاسم حياته على سجاد المسجد وهو يردد كلمات الإقامة في مشهد أعاد للذاكرة صورًا نادرة لأشخاص اختارهم الموت في لحظة عبادة تاركًا رسالة قوية عن قيمة الإخلاص في العمل وصدق النية في العبادة