60 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية وفقًا لتصريحات مسؤولة أممية

أكدت منسقة الأمم المتحدة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط، سيغريد كاغ، أن أكثر من 60 ألف طفل دون سن الخامسة في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية، في تصريح لها خلال منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
أشارت كاغ أثناء مشاركتها في النسخة الرابعة من المنتدى، الذي يُعقد جنوبي تركيا، إلى أن كل رقم في الإحصاءات يعكس معاناة إنسانية حقيقية، حيث يكافح الأطفال للبقاء على قيد الحياة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها. وأوضحت أن المساعدات الإنسانية التي قامت الأمم المتحدة بإرسالها إلى غزة خلال فترة اتفاق وقف إطلاق النار قد وصلت إلى مستحقيها دون مشاكل، مشيرة إلى أن تدفق المساعدات توقف منذ منتصف مارس الماضي.
وأضافت كاغ: “إن الوضع في غزة يتدهور بشكل مقلق. لقد كانت هناك محاولة لتحقيق بعض الاستقرار من خلال اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن الأحداث الأخيرة أدت إلى تعطيل تدفق المساعدات وعودة الاضطرابات الإنسانية مجددًا”.
كما أعربت عن أسفها للانتهاكات التي حدثت بعد أن تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس، رغم التزام حركة حماس بكافة بنود الاتفاق المعمول به منذ يناير 2025، مما أدى إلى تصاعد الأعمال العسكرية وازدياد معاناة المدنيين، وخاصة الأطفال.
وأشارت كاغ إلى أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون نقصًا في المعدات اللازمة لتنفيذ عملياتهم، كما أن الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات قد نفد، وهو ما أدى إلى تعطل توزيع المساعدات الإنسانية.
وأضافت: “نعلم أن أكثر من 60 ألف طفل في غزة دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية. كل رقم في هذه الإحصاءات يمثّل إنسانًا وحياةً، وكفاحًا من أجل البقاء”.
وشدّدت كاغ على أن القانون الدولي يُلزم إسرائيل بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدة ضرورة إيصال هذه المساعدات بشكل عاجل، وقالت إن الهجمات الإسرائيلية على غزة لا تطال المدنيين فقط، بل تُعدّ “مرعبة” أيضًا للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، وغالبيتهم من المدنيين الفلسطينيين.
منتدى أنطاليا منصة سياسية فعالة
وفي سياق منفصل، وصفت كاغ منتدى أنطاليا الدبلوماسي بأنه “منصة سياسية فعالة”، مشيرة إلى أنه “يتيح مناقشة القضايا من منظور عالمي، ويسمح للمنطقة بإيصال صوتها على المستوى الدبلوماسي”.
وأضافت أن بعض زملائها في الأمم المتحدة يستخدمون المنتدى كفرصة لـ”تحديد مواعيد سياسية سريعة”، حيث “يعقدون 20 أو 30 اجتماعًا في يوم واحد. وهذا يوفر الكثير من الوقت والسفر، ولهذا فهو مؤثر جدًا”.
كما شدّدت كاغ على أن تركيا تلعب دورًا مهمًا على الساحة الدولية، قائلة: “بصفتها دولة عضوًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإن تركيا تقدم تجارب متعددة الجوانب، سواء كدولة منتجة وفاعلة على المستويين الإقليمي والعالمي، أو كمستثمر وفاعل سياسي”.
والجمعة، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي “ADF2025″، والذي يُعقد بين 11 و13 أبريل/ نيسان الجاري، بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية وممثلين عن منظمات دولية.