اقتصاد

رفض الصين لمكالمات ترامب وزيادة التوترات التجارية بين البلدين

رفضت الصين مراراً طلبات إجراء مكالمة هاتفية بين قادتها، بحسب ما أشارته مصادر مطلعة على الاتصالات الرسمية بين البلدين، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه الحرب التجارية اشتدادها.

تأكد أن الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” كان قد طلب من الصين التواصل هاتفياً مع الرئيس الصيني “شي جين بينج”، إلا أن بكين رفضت تلك الطلبات على مدار الأسابيع الماضية.

تحركت الأسواق العالمية بارتياح بعد إعلان الرئيس الأميركي عن تعليق جزئي للرسوم الجمركية المفروضة على عدة دول تجارية خلال الأسبوعين الماضيين، حيث تم الإعلان عن تأجيل الرسوم على عدد من السلع لمدة 90 يوماً، باستثناء السلع الصينية التي بقيت خارج هذا الإعفاء.

ولكن على الرغم من ذلك، لم تتراجع حدة التوتر بين الصين والولايات المتحدة، بل على العكس، فقد تم الإعلان عن فرض رسوم إضافية تصل إلى 145% على كافة السلع الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة، ما دفع منسوب التوتر بين الجانبين إلى ذروته.

بادر المسؤولون الأميركيون إلى التأكيد أن إدارة ترامب لا تخطط للتواصل مع الصين بشكل مباشر في الوقت الراهن، حيث أكدت الإدارة الأميركية أن الصين هي التي يجب أن تبدأ الاتصال، مشيرة إلى أن الحرب التجارية تصاعدت بشكل متعمد من قبل بكين.

أكد مسؤولان أميركيان في البيت الأبيض أن الرئيس ترامب كان قد أبلغ فريقه أن بكين هي من يجب أن تبدأ هذه المفاوضات وليس الولايات المتحدة، خاصة بعد التصعيد المستمر من الجانب الصيني.

رفضت الصين مراراً فكرة إجراء مكالمة هاتفية على مستوى القادة، وفق ما أكده ثلاثة مصادر مطلعة على الاتصالات الرسمية بين البلدين، ما جعل الوضع أكثر تعقيداً.

يعتقد فريق ترامب أن أحد الأسباب التي تمنع التواصل يعود إلى رغبة الرئيس الصيني في عدم الظهور بمظهر الضعيف، وأن يكون هو من يبدأ بالتواصل مع الولايات المتحدة.

لم تبدأ المفاوضات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين بعد، حسبما أشار المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض “كيفن هاسيت”، الذي أوضح أن المباحثات مع الصين لم تبدأ على الرغم من استعداد عشرات الدول الأخرى للانخراط في مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الصينية على أهمية الحوار، مشيرة إلى أن الحرب التجارية لا تصب في مصلحة أي طرف.

لكنها في نفس الوقت شددت على موقفها الثابت بعدم الخضوع للتهديدات أو لما وصفته بـ “التنمر التجاري الأحادي الجانب”، مؤكدة استعدادها للحوار شريطة أن يكون ذلك في إطار الاحترام المتبادل.

تُظهر تلك التطورات أن التوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم قد تزداد تعقيداً في ظل استمرار التصعيد من كلا الجانبين، ما يعكس تحديات كبيرة أمام أي جهود دبلوماسية للتوصل إلى تسوية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى