تزايد التحركات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران في مسعى للتوصل إلى اتفاق نووي

تتجه الأنظار إلى المحادثات القادمة بين الولايات المتحدة وإيران، حيث أكدت مصادر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعد لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي.
يُذكر أن طهران لا تثق في نوايا ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي السابق خلال ولايته الأولى، وهو ما يزيد من تعقيد المفاوضات.
تبدأ المحادثات في سلطنة عمان يوم السبت المقبل، وسط تساؤلات كبيرة عن نية الإيرانيين للتوصل إلى اتفاق جاد.
فقد صرح مسؤول أميركي بأن المسألة الأساسية التي يتطلع إلى الإجابة عنها في المحادثات هي ما إذا كانت إيران مستعدة للمشاركة في نقاش بناء أم لا. وأكد المسؤول نفسه أن ترامب على استعداد لتقديم بعض التنازلات بهدف إبرام اتفاق.
يصر البيت الأبيض على ضرورة التوصل إلى اتفاق سريع مع إيران يمنعها من امتلاك سلاح نووي، في حين ترفض طهران أي ضغوط أميركية على هذا الصعيد.
في المقابل، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن طهران لا تسبق الأحداث، بل ستدرس مواقف الطرف الآخر خلال المفاوضات المرتقبة.
يقود الوفد الأميركي في المحادثات المبعوث ستيف ويتكوف، المعروف بمناصرته للجهود الدبلوماسية. يُتوقع أن يرافقه عدد من الخبراء النوويين من وزارة الخارجية الأميركية.
ومن المتوقع أن تركز المحادثات على إيجاد إطار مبدئي لاتفاق نووي مؤقت، ما قد يمهد الطريق لمزيد من النقاشات حول اتفاق طويل الأمد.
على الجانب الإيراني، يقود وزير الخارجية عباس عراقجي الوفد المفاوض. يمتلك عراقجي تاريخًا طويلًا في المفاوضات النووية، وكان جزءًا من الفريق الذي تفاوض على الاتفاق النووي لعام 2015.
يُشار إلى أن عراقجي سيحضر المفاوضات برفقة اثنين من كبار مساعديه الذين شاركوا في جولات سابقة من المحادثات النووية.
تتوقع الأطراف أن تبدأ المحادثات بشكل غير مباشر، حيث سيجلس الطرفان في غرف مختلفة ويقومون بتبادل الرسائل عبر الوسطاء.
وفي حال كانت المحادثات الأولية إيجابية، قد يتم الانتقال إلى المفاوضات المباشرة في وقت لاحق من اليوم ذاته.
يسعى الرئيس ترامب، بحسب بعض المسؤولين الأميركيين، إلى التأكيد على أنه يفضل الحلول السلمية ويؤمن بالسلام، إلا أنه سيضمن ألا تحصل إيران على سلاح نووي أو تساهم في زعزعة استقرار المنطقة عبر وكلائها. ومن جانبها، تواصل إيران التأكيد على أنها ستقيّم المواقف بعناية قبل اتخاذ أي قرارات.
تظل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران محط أنظار العالم، حيث يترقب الجميع ما ستسفر عنه هذه الجولة من المحادثات التي قد تشكل نقطة تحول في العلاقة بين الطرفين.