تقليص المساعدات الأمريكية في اليمن يفاقم الأزمة الإنسانية ويعرض الملايين للخطر

تعاني اليمن من أزمة إنسانية كارثية تهدد حياة الملايين، وذلك نتيجة لتقليص المساعدات الأمريكية التي كانت تعد شريان الحياة للعديد من الفئات الأكثر ضعفًا في البلاد.
يُعتبر هذا التقليص غير المسؤول بمثابة تهديد مباشر للحقوق الإنسانية والصحة العامة لملايين الأشخاص الذين يعتمدون على الدعم الإنساني بشكل أساسي.
أدى قرار الولايات المتحدة بوقف جزء كبير من مساعداتها الإنسانية إلى توقف العديد من برامج المساعدة الحيوية التي كانت تقدم للأطفال والنساء، مثل علاج سوء التغذية والرعاية الصحية الأساسية للأطفال المصابين بالكوليرا، إضافة إلى وقف المآوي الآمنة للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
تسبب هذا القرار في تعطيل عمليات المساعدات المنقذة للحياة، حيث أصبح العديد من المدنيين في اليمن، وبخاصة النساء والفتيات والأطفال، يعانون من تفاقم معاناتهم بسبب نقص التمويل.
تقدر الأمم المتحدة أن حوالي 19.5 مليون شخص في اليمن، أي أكثر من نصف السكان، يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
يعتبر اليمن من أكثر الدول التي تعاني من النزوح، حيث بلغ عدد النازحين داخليًا حوالي 4.8 مليون شخص.
ورغم استمرار الولايات المتحدة في كونها أكبر مانح للمساعدات، إلا أن التقليص في المساعدات لعام 2024، حيث تم تقديم 768 مليون دولار، شكل نصف إجمالي التمويل المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية.
شددت منظمة العفو الدولية على أن هذا التقليص ستكون له عواقب وخيمة على الفئات الأضعف في المجتمع اليمني.
ففي ظل الظروف القاسية التي يعيشها هؤلاء الناس، فإن أي تقليص في المساعدات يزيد من خطر تفشي الأمراض وسوء التغذية، خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين حيث تعاني المنظمات الإنسانية من صعوبة في إيصال المساعدات بسبب تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.
من ناحية أخرى، أفادت تقارير أن النساء والفتيات في اليمن يعانين بشكل خاص جراء تقليص المساعدات.
حيث يتوقع أن تغلق العديد من المرافق الصحية والمآوي التي تقدم الرعاية للناجيات من العنف. كما أن العديد من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما يزيد من تفاقم المعاناة الصحية لهم في غياب الدعم اللازم.
تستمر الأوضاع الإنسانية في التدهور بسبب تقليص المساعدات، مما يعرض حقوق الإنسان في اليمن لخطر كبير.
وقد حذر العاملون في المجال الإنساني من أن هذا التقليص سيؤدي إلى زيادة المعاناة والوفيات، مما يضع الكثيرين في مواجهة الموت أو معاناة لا تنتهي.