تحشد إسرائيل قواتها وتنتهك السلام ومصر تواجه بالخيار السياسي الصامت

تحركت إسرائيل لتعزيز قواتها العسكرية على حدودها مع مصر عبر إرسال وحدات إضافية واستعراض مكثف للقوة في محيط مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة
وذلك في سياق عمليات عسكرية استهدفت الجهة المصرية من معبر رفح الذي تعرض للقصف أكثر من مرة مما أدى إلى تدمير جزئي للبنية التحتية للمعبر وخلق توتر متصاعد بين الجانبين
سيطرت إسرائيل على مدينة رفح الفلسطينية بعد حملة عسكرية متواصلة ضمن عملية ميدانية مكثفة تخللتها محاولات مستمرة لدفع الفلسطينيين نحو التهجير إلى الأراضي المصرية
وتحديدا إلى منطقة شمال سيناء وهو الأمر الذي أثار موجة غضب داخلية لدى القاهرة باعتبار هذا التحرك خرقا مباشرا لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل في عام 1979
اتبعت القيادة المصرية نهج الدبلوماسية الهادئة في التعامل مع التصعيد الإسرائيلي حيث تجنبت الرد العسكري المباشر
واختارت التصريحات الرسمية والخطابات السياسية كوسيلة للتعبير عن الرفض مع تصدير موقف ثابت يرفض التهجير القسري ويؤكد على ثوابت القضية الفلسطينية
استضافت مصر الرئيس الفرنسي في زيارة رسمية نتج عنها عقد قمة ثلاثية في القاهرة جمعت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وذلك للتأكيد على رفض أي حلول تشمل التهجير ودعم الثبات الفلسطيني في أراضيه
وجهت القيادة السياسية في القاهرة أحزابا وشخصيات بارزة بالتوجه إلى معبر رفح وتنظيم وقفات تضامنية في المناطق الحدودية مع قطاع غزة
حيث رُفعت شعارات تندد بالتصعيد وتؤكد على وقوف الشعب المصري إلى جانب حقوق الفلسطينيين مع التقاط صور ومقاطع توثق المشاركة
أظهرت الدولة المصرية موقفا رسميا معلنا ضد خطة التهجير من خلال تحركات محددة داخل نطاق سياسي وشعبي مرسوم بدقة دون الخروج عن الإطار المعتمد أو الانخراط في خطوات تصعيدية تتعدى حدود الخطاب والدبلوماسية
تجنبت الجهات الرسمية في مصر المشاركة في فعاليات الإضراب الدولي الذي نفذته عدة دول احتجاجا على ما وصف بإبادة جماعية في غزة فيما اقتصر التحرك الداخلي على فعاليات محدودة نظمتها أحزاب سياسية وسط غياب واضح للقطاعات الرسمية عن هذا الشكل من الاحتجاج العالمي
واجهت مصر التهديدات الإسرائيلية والأمريكية برفض استقبال المهجرين من خلال تحركات دبلوماسية مكثفة هدفت إلى تثبيت موقفها على الساحة الدولية دون انخراط في مواجهات عسكرية واختارت التمسك بالخيار السياسي ضمن حدود محسوبة تسعى لحماية أمنها القومي واستقرارها الداخلي
أبقت القاهرة على تحركاتها في نطاق ضيق ومحدد مع إرسال رسائل غير مباشرة بأنها لن تتخلى عن التزاماتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية دون الانجرار إلى مواجهات غير محسوبة النتائج أو فتح جبهات عسكرية جديدة
استمرت إسرائيل في خرق اتفاقية السلام لعام 1979 من خلال التصعيد الأحادي والسيطرة على المعابر الحدودية ومحاولة تغيير الواقع الديموغرافي في رفح وهو ما تعتبره مصر انتهاكا صريحا يهدد التوازن القائم منذ أكثر من أربعة عقود