إسبانيا تُعزز وجودها العسكري في سبتة ومليلية في رسالة ردع موجهة إلى المغرب

بدأت إسبانيا تنفيذ عملية أمنية وعسكرية واسعة في مدينتي سبتة ومليلية الخاضعتين لسيادتها، تحت إشراف هيئة الأركان العامة للجيش، بهدف تعزيز الدفاع الإقليمي والتأكيد على جاهزيتها للرد على أي تهديد محتمل، في ظل تصاعد الجدل حول مطالبة المغرب بالمدينتين.
وبحسب ما نقلته صحيفة لاراثون الإسبانية، نشرت وزارة الدفاع وحدات عسكرية من أبرز التشكيلات القتالية، من بينها فرقة “الكابتن العظيم”، مجموعة المشاة رقم 54، فيلق “دوق ألبا”، وفوج الفرسان “مونتيسا” رقم 3، ضمن ما وصفته بعملية “التواجد المعزز” التي أطلقت منذ مارس 2025، بهدف حماية السيادة وضمان الاستقرار في هذه المناطق ذات الحساسية الجيوسياسية.
وتنتمي هذه العملية إلى استراتيجية طويلة الأمد بقيادة قيادة التشغيل الأرضية (MOT) وتنسيق هيئة أركان الدفاع الإسبانية (EMAD)، وتسعى من خلالها مدريد إلى إرسال “رسالة واضحة” مفادها أن الدفاع عن سبتة ومليلية مسألة لا تقبل التنازل، وأن أي تهديد سيُواجه بوحدات عسكرية مدربة وقادرة على الرد السريع.
وتضمنت التحركات نشر مركبات مدرعة من طراز “Vamtac”، وهي عربات إسبانية متعددة الاستخدامات قادرة على أداء مهام تكتيكية متنقلة في مختلف التضاريس.
كما أن بعض الوحدات تتمتع بقدرات على القتال داخل المدن وفي البيئات تحت الأرض، وحماية البنية التحتية الحيوية كالموانئ، ومراكز الاتصالات، والمنافذ الحدودية.
وفي موازاة ذلك، تواصل البحرية الإسبانية مراقبتها للسواحل الشمالية لإفريقيا من خلال سفن مثل BAM، لتعزيز الردع البحري ودعم الجبهة البرية في حال أي تصعيد.
وتأتي هذه التحركات بعد تصاعد التوتر الإعلامي والسياسي بشأن المدينتين، ووسط تقارير إسبانية عن تخوفات من تصعيد مغربي لاستعادة سبتة ومليلية.
كما دعا مسؤولون عسكريون سابقون، مثل الأميرال المتقاعد خوان رودريغيز غارات، إلى تشكيل جيش أوروبي موحد تكون له القدرة على حماية المدينتين في حال تفاقم التوتر مع المغرب.
التحركات الإسبانية تحمل أبعاداً سياسية وعسكرية واضحة، وتعيد إلى الواجهة مسألة السيادة المتنازع عليها، واحتمالات المواجهة بين البلدين في ظل غياب حل سياسي للنزاع المستمر منذ عقود.