دار الإفتاء المصرية تهاجم مجددًا دعوات التدخل العسكري وتستنكر إصدار الفتاوى العشوائية
أصدرت دار الإفتاء المصرية للمرة الثانية خلال يومين بيانًا شديد اللهجة ترفض فيه دعوات التدخل العسكري التي أطلقها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن الحرب في غزة
نددت دار الإفتاء بالدعوة إلى الجهاد المسلح مؤكدة أن إصدار مثل هذه الفتاوى لا يجوز أن يصدر عن جهات أو أشخاص غير مخولين شرعًا بالإفتاء في مثل هذه القضايا الحساسة التي تمس أمن الدول واستقرارها
حذرت المؤسسة الدينية من مخاطر الدعوة للقتال دون تنظيم شرعي معتبر مشيرة إلى أن ذلك يمثل افتئاتًا على اختصاصات الجهات الشرعية الرسمية ويهدد بإثارة فوضى لا تُحمد عواقبها في المجتمعات الإسلامية
أكدت دار الإفتاء أن الجهاد في الإسلام ليس مجرد شعار يُطلق أو فتوى تُنشر بل هو فريضة تضبطها ضوابط صارمة وأسس فقهية ثابتة ولا يجوز التعامل معها كأداة للظهور الإعلامي أو تحقيق المكاسب الدعائية
أشارت إلى أن الجهاد له شروط دقيقة ومقاصد شرعية واضحة ويجب أن يُمارس وفق الضوابط الشرعية وتحت مظلة المؤسسات المختصة وليس من خلال دعوات مبعثرة تصدر عن أشخاص لا يملكون المؤهلات الفقهية ولا السلطة الدينية
أوضحت أن الدعوة التي أطلقها بعض المنسوبين إلى العمل الديني لا تمثل المسلمين ولا تعبّر عن الشريعة الإسلامية الحقيقية بل تعكس حالة من التسرع والتعامل غير المسؤول مع قضايا مصيرية مثل القضية الفلسطينية
اتهمت دار الإفتاء تلك الدعوات بمحاولة استغلال مشاعر المسلمين تجاه ما يحدث في غزة لاستثارة العواطف والدفع باتجاه ممارسات غير محسوبة قد تؤدي إلى المزيد من المعاناة والتشتت بدلًا من دعم الفلسطينيين بوسائل واقعية وفعالة
دعت إلى دعم القضية الفلسطينية بطرق سلمية وشرعية مثل دعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض التهجير القسري وسلب الأراضي والتضامن مع المدنيين عبر المنصات المشروعة وعدم الانجرار وراء دعوات الجهاد غير المنضبطة
رفضت المؤسسة الدينية أن يتم الزج باسم الدين في قضايا سياسية بطرق عشوائية مشددة على ضرورة الالتزام بمنهج علمي منضبط في التعامل مع قضايا الأمة المصيرية تجنبًا لإثارة الفوضى وتفكك الصف الإسلامي
