حوارات وتصريحات

الدكتور عدلي قندح لـ”أخبار الغد”: قرار ترامب يمثل نقطة تحول في مسار الاقتصاد العالمي

حوار حصري مع الدكتور عدلي قندح خبير ومحلل اقتصادي استراتيجي حزل قرارات ترامب الاقتصادية الأخيرة

ما هو تأثير قرار ترامب علي الاقتصاد العالمي؟

تعطيل النظام التجاري العالمي

قرار ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة على واردات من عشرات الدول – بما في ذلك شركاء استراتيجيين مثل كندا، الأردن، كوريا الجنوبية، والمكسيك – شكّل ضربة مباشرة لقواعد النظام التجاري المتعدد الأطراف الذي ترعاه منظمة التجارة العالمية.

هذه السياسات أعادت تفعيل مفاهيم الحمائية والانغلاق التجاري، بعد عقود من الالتزام بسياسات العولمة والانفتاح.

لقد قوضت هذه الخطوة ثقة الدول في الالتزام الأمريكي باتفاقياتها، ودفعت بعض الدول نحو إعادة التفكير في التزاماتها التجارية مع الولايات المتحدة.

هل تتوقع بارتفاع معدلات التضخم عالميًا ؟

من المتوقع أن تؤدي هذه السياسات إلى ارتفاع معدلات التضخم عالميًا بما بين 1.5 إلى 2.0 نقطة مئوية.

وذلك نتيجة لزيادة الرسوم الجمركية، التي ترفع بدورها كلفة السلع المستوردة، وخصوصًا في الاقتصادات المتقدمة كالولايات المتحدة، حيث ستنتقل هذه الزيادة مباشرة إلى المستهلك.

كذلك، فإن تعطل سلاسل الإمداد يفاقم من هذه الضغوط التضخمية.

مهم التنويه: هذه الأرقام ما تزال في نطاق التقديرات المستقبلية، وهي توقعات لم تتحقق بعد، وتعتمد على مدى استمرار السياسات التصادمية وتفاعل الأسواق معها.

هل هناك تباطؤ متوقع في النمو الاقتصادي العالمي ؟

السياسات التجارية الأمريكية الجديدة قد تؤدي إلى تباطؤ في معدلات النمو العالمي، وذلك بسبب انخفاض حجم التبادل التجاري بين الدول، وتراجع في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، وتأثر الشركات المصدّرة.

وهنا أيضًا، نؤكد أن هذا التباطؤ لا يزال في طور التوقعات، ومرتبط بمدى عمق واتساع نطاق الرسوم المفروضة، ومدى قدرة الدول والشركات على التكيف أو امتصاص الصدمة.

كيف تري ركود في القطاعات التصديرية وارتفاع البطالة ؟

الشركات في الدول المصدّرة إلى الولايات المتحدة ستتأثر سلبًا نتيجة فقدان تنافسيتها في السوق الأمريكي بسبب الرسوم المرتفعة.

هذا قد يؤدي إلى تراجع الصادرات، وركود في القطاعات التصديرية الحساسة، وبالتالي ارتفاع البطالة، خاصة في القطاعات كثيفة العمالة.

ومع ذلك، فإن بعض الشركات قد تلجأ إلى حلول قصيرة المدى مثل خفض هوامش الربح أو تحسين الكفاءة التشغيلية لتقليل الأثر المباشر.

كيف تري إعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية ؟

أدت هذه الحروب التجارية إلى إرباك سلاسل الإمداد التي كانت لا تزال تتعافى من آثار جائحة كورونا.

وقد بدأت الشركات بالفعل بإعادة التفكير في مواقع إنتاجها وأسواقها، بما يعني تحولًا في خريطة التجارة العالمية.

هذا التحول يتطلب وقتًا واستثمارات كبيرة، ما يضيف تكاليف جديدة على الأنظمة اللوجستية والإنتاجية، ويخلق بيئة أكثر تقلبًا بالنسبة للتجارة الدولية.

ما هي تحفيز تحالفات بديلة وإضعاف النفوذ الأمريكي ؟

النهج الأمريكي التصادمي شجع دولًا عديدة على الرد بإجراءات تجارية انتقامية، أو التوجه نحو تحالفات بديلة بعيدًا عن النفوذ الأمريكي، مثل تعزيز الشراكات الإقليمية بين آسيا وأوروبا.

هذا الاتجاه قد يؤدي إلى تراجع دور الولايات المتحدة في قيادة النظام الاقتصادي العالمي، وهو أثر استراتيجي طويل الأجل.

ما هي ضغوط إضافية على الاقتصادات النامية ؟

الاقتصادات الناشئة مثل الأردن تواجه تحديات مزدوجة: تراجع الصادرات بسبب فقدان الأسواق الأمريكية، وارتفاع كلفة الواردات نتيجة الرسوم وزيادة أسعار السلع.

هذه الضغوط قد تؤدي إلى تفاقم العجز التجاري، وزيادة مستويات التضخم الداخلي، ما قد يستلزم تدخلات نقدية من البنوك المركزية لضبط الأسعار والحفاظ على الاستقرار المالي.

في نهاية كيف تري قرار ترامب الإقتصادي ؟

قرار ترامب يمثل نقطة تحول في مسار الاقتصاد العالمي، وأطلق موجة من التغييرات لم تكتمل آثارها بعد.

ورغم أن الكثير من التداعيات لا تزال في طور التوقعات، إلا أن المسار الحالي ينذر بتفكك تدريجي للنظام التجاري القائم، وتزايد التنافسية والحمائية، مع احتمالية دخول العالم في مرحلة جدا من الركود التضخمي إن لم يُعالج هذا المسار بسرعة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى