سائد حسونة لـ”أخبار الغد”: لا تنسوا غزة… لا تختزلوها في مشهد حرب عابر أو رقم في خبر عاجل

في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة، يقف الصحفي الفلسطيني سائد حسونة في الصفوف الأمامية، لا فقط كمراسل ينقل الأحداث، بل كإنسان فقد أعز ما يملك، وما زال يُقاوم بالكلمة والصورة.
في هذا الحوار الحصري مع “أخبار الغد”، يتحدث حسونة عن يوميات الصحافة تحت القصف، عن الحزن الذي تحوّل إلى رسالة، وعن غزة التي تُصِر أن تحيا رغم الركام.
كيف يبدو يومك كصحفي في غزة؟
في غزة، لا تبدأ الأيام كما في باقي بقاع الأرض. قد تستيقظ على خبر مجزرة، أو على صوت طائرة لا تغادر السماء. حتى الروتين اليومي لا وجود له. تنزل إلى الميدان وأنت لا تعلم إن كنت ستعود.
لكن رغم هذا الخطر الدائم، نحاول أن نعيش، نعمل، وننقل الصورة كما هي. أن تكون صحفيًا هنا يعني أن تحمل على كتفك كاميرا، وفي قلبك وطن.
كيف تتعامل مع العمل تحت القصف، خاصةً بعد ما تعرضت له شخصيًا من فقدان؟
فقدت زوجتي وابني مهدي في قصف مباشر على منزلنا. هذا الجرح لا يُشفى. لكنه في الوقت نفسه، شكّل لحظة تحول. شعرت أن انسحابي سيكون خيانة لكل من رحل، ولكل من ما زال يُعاني.
الكلمة أصبحت انتقامي العادل، وصوتي صار صدى لصوتهم الذي صمت.
العمل تحت القصف ليس مجرد شجاعة، بل هو محاولة لتأكيد وجودنا. كل تقرير، كل صورة، هي إثبات أن هذا الشعب لا يُكسر.
كيف تصف واقع غزة اليوم في ظل الحرب والحصار المستمر؟
غزة اليوم مدينة أنقاض وأحلام مُعلّقة. الحصار المستمر دمّر كل مقومات الحياة:
كهرباء مقطوعة، ماء ملوث، أدوية مفقودة، وقصف لا يتوقف.
ومع ذلك، الناس تواصل الحياة. الأطفال يلعبون وسط الركام، الأمهات يزرعن الحب وسط الألم، والشباب يصنعون الأمل من العدم.
نحن لا نعيش فقط… نحن نقاوم بالحياة.
ما هي رسالتك من خلال هذا الحوار؟
رسالتي بسيطة:
لا تنسوا غزة. لا تختزلوها في مشهد حرب عابر أو رقم في خبر عاجل.
نحن بشر نحلم ونحب ونفقد وننهض.
والصحافة هنا ليست مهنة… هي حياة.