العالم العربي

الحرائق والجفاف يهددان الزراعة في شمال غربي سوريا ويجبران المزارعين على التحول

يواجه مزارعو شمال غربي سوريا تحديات كبيرة بسبب الحرائق المستمرة وقطع الأشجار، إضافة إلى شح المياه، مما دفعهم إلى تغيير طرق الزراعة المتبعة لديهم.

يضطر العديد من المزارعين إلى التوقف عن زراعة القمح وتحويل أراضيهم إلى زراعة محاصيل أخرى مثل الكمون وحبة البركة بعد تراجع إنتاج القمح بشكل ملحوظ.

تؤثر هذه التحولات الزراعية بشكل كبير على إنتاج المنطقة، حيث انخفض إنتاج دونم القمح من 600 كيلوغرام إلى 250 كيلوغراما.

يشكو المزارعون من تأثير الجفاف وشح الأمطار على قراره بتغيير المحاصيل، ما يعكس الوضع البيئي الصعب الذي تمر به المنطقة.

إضافة إلى ذلك، يشكو المزارعون في مناطق مثل جسر الشغور وسهل الغاب من تكاليف مرتفعة لاستجرار المياه من الآبار لري الأراضي الزراعية، نتيجة لانخفاض مستوى المياه في السدود.

تتعرض غابات شمال غربي سوريا لتهديدات كبيرة بسبب الحرائق وقطع الأشجار بشكل غير قانوني، ما أثر على البيئة والمناخ بشكل عام.

تسببت هذه الحرائق في تدمير مساحات واسعة من الغابات التي تعد جزءًا من النظام البيئي الطبيعي للمنطقة، حيث فقدت الكثير من الثدييات والطيور والنباتات التي كانت تعتمد على هذه الغابات. كما تسببت الحروب والاشتباكات التي دارت في السنوات الأخيرة في مزيد من التدمير للغابات.

أدى هذا الوضع إلى تغييرات بيئية خطيرة، حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل ملحوظ، بزيادة بلغت 4 درجات مئوية بين عامي 2012 و2023، وانخفضت معدلات الأمطار بنسبة 35%.

استعادة الغابات في المنطقة يتطلب فترة زمنية طويلة قد تصل إلى 70 سنة في حال تم توفير الحماية اللازمة من الحرائق والرعي والقطع الجائر.

تستمر الأزمة البيئية في التأثير على الحياة الزراعية في المنطقة، ما يجعل المستقبل الزراعي في شمال غربي سوريا يعتمد على قدرة المزارعين على التكيف مع هذه الظروف الصعبة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى