الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات داخلية مع دعوات لإنهاء حرب غزة

لا يستبعد سلاح الجو الإسرائيلي انضمام عشرات من جنود الاحتياط العاملين إلى الموقعين على الرسالة التي تدعو إلى إنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، وفق إعلام عبري الخميس.
ويؤكد الموقعون على الرسالة، وبينهم قادة كبار متقاعدون، أنه “في الوقت الحالي، تخدم الحرب بشكل أساسي المصالح السياسية والشخصية (لرئيس الوزراء بنيامين نتيناهو)، وليس المصالح الأمنية”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الخميس، إن “الرسالة أثارت قلق كبار مسؤولي الجيش والدولة حتى قبل نشرها (الخميس)، نظرا لطبيعتها السياسية”.
وأضافت: “التقى قائد سلاح الجو اللواء تومر بار بعدد من كبار ضباط الاحتياط في السلاح، وبينهم قادة القوات الجوية السابقون إليعازر شقيدي ودان حالوتس وعيدو نحوشتان، بحضور رئيس الأركان إيال زمير، في محاولة لإقناعهم بعدم نشر الرسالة”.
غير أن الرسالة نُشرت صباح الخميس، وتناولتها كافة وسائل الإعلام، بما فيها هيئة البث (رسمية).
و”وفق فحوصات أولية أجراها الجيش، فإن 10٪ من الموقعين على الرسالة هم من جنود الاحتياط العاملين- معظمهم من المتطوعين- والبقية سابقون أو متقاعدون”، حسب الصحيفة.
وتابعت أن “العشرات من أفراد الخدمة العاملين سحبوا توقيعاتهم في اليومين الماضيين، بعد محادثات مع قادة الأفرع”.
واستدركت: “لكن سلاح الجو لا يستبعد انضمام العشرات من أفراد الخدمة العاملين الآخرين إلى الرسالة، وسيرى كيف تتطور الأمور”.
والخميس، قرر الجيش الإسرائيلي فصل العسكريين الاحتياط العاملين في سلاح الجو الذين وقعوا الرسالة، وفق صحيفة “هآرتس” العبرية.
وبين الموقعين على الرسالة القائد الأسبق لأركان الجيش الفريق (احتياط) دان حلوتس، والقائد الأسبق لسلاح الجو اللواء (احتياط) نمرود شيفر، والرئيس الأسبق لسلطة الطيران المدني العقيد (المتقاعد) نيري يركوني.
وكذلك الرئيس السابق لقسم الموارد البشرية بالجيش اللواء (متقاعد) غيل ريغيف، والعميد (متقاعد) في سلاح الجو ريليك شافير، والعميد (متقاعد) في السلاح نفسه أمير هاسكل، والعميد (متقاعد) عساف أغمون.
وتصدرت الرسالة جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية، في وقت تواصل فيه إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، شن حرب إبادة جماعية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وكتب العسكريون في رسالتهم، التي اطلعت عليها الأناضول: “نحن، مقاتلو الطاقم الجوي في الاحتياط والمتقاعدين، نطالب بعودة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) إلى ديارهم دون تأخير، حتى على حساب الوقف الفوري للأعمال العدائية” أي الحرب.
وأسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة عن أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكد الموقعون أن “استمرار الحرب لا يسهم في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، وسيؤدي إلى قتل المختطفين وجنود الجيش والمدنيين الأبرياء، فضلا عن استنزاف قوات الاحتياط”.
وتابعوا: “كما ثبت في الماضي، فإن التوصل إلى اتفاق وحده كفيلٌ بإعادة الرهائن سالمين، بينما يؤدي الضغط العسكري بالأساس إلى قتلهم وتعريض حياة جنودنا للخطر”.
وفي 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الجاري، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.
ودعا الموقعون على الرسالة “جميع مواطني إسرائيل إلى المطالبة، في كل مكان وبكل الطرق، بإيقاف القتال وإعادة جميع المختطفين الآن”.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.