العالم العربيترجمات

ميدل إيست آي: نتنياهو يحاول الضغط على الولايات المتحدة لوقف بيع طائرات F-35 لتركيا

ي تصريحات منفصلة لموقع ميدل إيست آي، أكدت 3 مصادر مختلفة من بينها اثنين من كبار المسؤولين الغربيين، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول الضغط على وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لمنع بيع طائرات F-35 الحربية إلى تركيا، خوفاً من نفوذ أنقرة المتزايد في سوريا.

وفقا للمسؤولين الغربيين، فقد أثار نتنياهو مسألة طائرات F-35 خلال مكالمات عدة مع روبيو في مارس وإبريل، فيما أكد مصدر ثالث مطلع على الأمر بأن نتنياهو ضغط على روبيو حول بيع الأسلحة، مع نيته الضغط على ترامب مباشرة ولكنه لم يفعل ذلك بعد.

شارك روبيو في مشروع قانون شراكة الأمن والطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​لعام 2019، والذي سمح بالتمويل العسكري الأجنبي لليونان ورفع الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة إلى جمهورية قبرص

ويأتي الحديث عن ذلك في ظل زيارة نتنياهو لواشنطن، وهي زيارته الثانية هذا العام، حيث أن لدى نتنياهو عدد كبير من الملفات التي يتعين عليه معالجتها مع ترامب، بدءاً من الرسوم الجمركية المفاجئة المفروضة عليه والمحادثات النووية المحتملة مع إيران إلى نزع سلاح حزب الله وحرب إسرائيل المستمرة على غزة.

وعلى الأرض، يزداد التنافس بين إسرائيل وتركيا في سوريا، حيث قصفت إسرائيل 3 قواعد عسكرية في البلاد مؤخراً، بما فيها قاعدة التياس الجوية السورية والمعروفة باسم T4، وقد جاءت الضربات في الوقت الذي رأت فيه إسرائيل فرصة لمهاجمة القواعد قبل أن تنقل تركيا أصولها العسكرية إليها.

تجدر الإشارة إلى أن موقع ميدل إيست آي كان قد كشف سابقاً بأن تركيا تعمل على نشر نظام دفاع جوي من نوع “حصار” في قاعدة T4، وذلك كجزء من سيطرة تركيا ضمن اتفاقية دفاع معلقة تتفاوض عليها أنقرة ودمشق منذ ديسمبر الماضي، وتنص على توفير تركيا غطاء جوي وحماية عسكرية للحكومة السورية الجديدة التي تفتقر حالياً إلى جيش فعال.

روبيو وتركيا

في تصريحاتهما، أكد المسؤولان الغربيان بأن نتنياهو ومستشاريه يرون أن روبيو حليف قوي في محاولة منع تركيا من الحصول على طائرات إف-35.

ويعد روبيو أحد أبرز الصقور فيما يتعلق بشؤون تركيا في حكومة ترامب، فقد كان أحد المسؤولين الأمريكيين القلائل الذين أعربوا عن قلقهم من اعتقال عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في 19 مارس الماضي.

من ناحية أخرى، فقد نقل مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بأن ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع أردوغان واصفاً إياها بالإيجابية، ومؤكداً بأن هناك “الكثير من الأخبار الإيجابية الجيدة الصادرة من تركيا في الوقت الحالي”.

أكدت المصادر المطلعة بدورها بأن نتنياهو كان قد أثار صفقة طائرات F-35 لتركيا مع روبيو عدة مرات، منها مكالمة أجراها مع روبيو قبل استضافته لنظيره التركي، هاكان فيدان، في واشنطن العاصمة في 25 مارس الماضي.

ومع ذلك، فقد ورد في بيان الاجتماع الذي قدمته وزارة الخارجية بأن الاثنين ناقشا “سبل التعاون الوثيق لدعم سوريا مستقرة وموحدة وسلمية”، كما كان بين روبيو وفيدان عناق دافئ على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل في أبريل الحالي.

يذكر أنه عندما كان روبيو عضواً جمهوريا في مجلس الشيوخ، كان يبدي اهتماماً بشكل خاص حول شرق البحر الأبيض المتوسط، حتى أنه أصدر تشريعاً لتعزيز التعاون الأمني ​​والطاقة بين اليونان وقبرص وإسرائيل، كما شارك روبيو في مشروع قانون شراكة الأمن والطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​لعام 2019، والذي سمح بالتمويل العسكري الأجنبي لليونان ورفع الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة إلى جمهورية قبرص.

“لا يمكن لنتنياهو إلا أن يطلب من ترامب بيع المزيد من طائرات F-35 لإسرائيل، وربما مضاعفة الكمية التي قد تشتريها تركيا، ولكن لن يتمكن من منع الصفقة لتركيا” – مصدر تركي مطلع لميدل إيست آي

تجدر الإشارة هنا إلى أن اليونان هي العدو التاريخي لتركيا في المنطقة، فقد غزت تركيا شمال قبرص عام 1974 بعد محاولة انقلاب فاشلة لتوحيدها مع اليونان، وحتى اليوم تحتفظ تركيا بأكثر من 35 ألف جندي في جمهورية شمال قبرص التركية، وهي دولة لا تعترف بها أي دولة عضو في الأمم المتحدة باستثناء تركيا.

وتشعر كل من قبرص واليونان وإسرائيل بالقلق من نفوذ تركيا المتزايد في المنطقة خاصة بعد الإطاحة بحكومة بشار الأسد في سوريا على يد مجموعات من خلفيات إسلامية، ومع وجود حلفاء أنقرة في دمشق، تشعر اليونان وقبرص بالقلق من أن تركيا قد تكرر الاتفاق البحري الذي أبرمته مع الحكومة الليبية التي تتخذ من طرابلس مقراً لها.

من جهة أخرى، فقد عملت كل من اليونان وإسرائيل على تعميق علاقاتهما العسكرية منذ عقد من الزمن بدعم من الولايات المتحدة، وقد تسارعت هذه الشراكة  بعد مؤشرات زيادة نفوذ تركيا في سوريا، حيث زار رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إسرائيل في 30 مارس الماضي، كما تجري اليونان محادثات مع إسرائيل لشراء أنظمة الدفاع الجوي متوسطة المدى من طراز “باراك”.

وبالرجوع إلى صفقة الطائرات، فقد أكد مصدر تركي مطلع لموقع ميدل إيست آي، بأنه رغم علمهم بضغوط نتنياهو، إلا أنهم لا يعتقدون أنه يستطيع فعل الكثير، فإدارة ترامب لم تعرب عن أي تغيير في ملف طائرات F-35، وأوضح المصدر: “لا يمكن لنتنياهو إلا أن يطلب من ترامب بيع المزيد من طائرات F-35 لإسرائيل، وربما مضاعفة الكمية التي قد تشتريها تركيا، ولكن لن يتمكن من منع الصفقة لتركيا”.

ترامب و”استيلاء بالقوة”

في الوقت الذي يروج فيه ترامب لعلاقته الجيدة مع أردوغان، إلا أنه كثيراً ما ينتقد تركيا، ففي ديسمبر الماضي كان قد صرح ترامب بالقول بأن أردوغان قد دبر “استيلاء بالقوة” على سوريا بعد أن أطاحت هيئة تحرير الشام بحكومة الأسد، معرباً عن قلقه من التوسع التركي قائلاً: “لقد أراد ذلك منذ آلاف السنين، وقد حصل عليه”.

على صعيد آخر مؤخراً، وفي برنامجه “غرفة الحروب”، قال مستشار ترامب السابق، ستيف بأن أردوغان كان “أحد أخطر القادة” في العالم ويريد “إعادة تأسيس الإمبراطورية العثمانية”.

ويعود الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة حول طائرات F-35 إلى عام 2019 عندما اشترت أنقرة نظام الصواريخ الروسي S-400، وفي العام التالي، فرضت إدارة ترامب عقوبات على تركيا.

علاوة على ذلك، فقد كشف موقع ميدل إيست آي بأن أنقرة تدرس النشر المؤقت لأنظمة الدفاع الجوي S-400 في قاعدة T4 أو قاعدة تدمر في سوريا لتأمين المجال الجوي أثناء إعادة بناء القواعد,

بموجب القانون الأمريكي، يجب على تركيا التخلي عن حيازة نظام S-400 حتى تتمكن من الانضمام مرة أخرى إلى برنامج F-35، فنشر نظام S-400 في سوريا من المرجح أن يثير قلق إسرائيل، ومن الممكن أن يكون ذلك عاملاً مؤثراً في ظل تمتع إسرائيل منذ فترة طويلة بحق النقض على مبيعات الأسلحة الأمريكية لدول أخرى في الشرق الأوسط لضمان احتفاظها بتفوق عسكري نوعي في المنطقة.

المصدر: ميدل إيست آي (هنا)

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى